Free xml sitemap generator المدونة الجامعة / المهندس أشرف توفيق Eng. Ashraf Toufic Blog: 2009/12/20

مجموعة مدونات / المهندس أشرف توفيق

مجموعة مدونات المهندس أشرف توفيق مجموعة تهتم بمدونات في الهندسة المعمارية وانواع الهندسة الاخرى والتاريخ
والسياسة والثقافة والادب والشعر والرياضة وذوي الاحتياجات الخاصة والحيوانات والكمبيوتر والشبكات والدين والطبيعة والبيئة
architecture,computer,net,political,sport,history,religion,animals,natural

مجموعة مدونات / المهندس أشرف توفيق


2009/12/22

أطفال الحجارة





أطفال الحجارة
بهروا الدنيا..

وما في يدهم إلا الحجاره..

وأضاؤوا كالقناديل، وجاؤوا كالبشاره

قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..

وبقينا دبباً قطبيةً

صفحت أجسادها ضد الحراره..

قاتلوا عنا إلى أن قتلوا..

وجلسنا في مقاهينا.. كبصاق المحارة

واحدٌ يبحث منا عن تجارة..

واحدٌ.. يطلب ملياراً جديداً..

وزواجاً رابعاً..

ونهوداً صقلتهن الحضارة..

واحدٌ.. يبحث في لندن عن قصرٍ منيفٍ

واحدٌ.. يعمل سمسار سلاح..

واحدٌ.. يطلب في البارات ثاره..

واحدٌ.. بيحث عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..

آه.. يا جيل الخيانات..

ويا جيل العمولات..

ويا جيل النفايات

ويا جيل الدعارة..

سوف يجتاحك –مهما أبطأ التاريخ-

أطفال الحجاره..

أنا مع الإرهاب متهمون نحن بالإرهاب





أنا مع الإرهاب
متهمون نحن بالإرهاب

إن نحن دافعنا عن بكل جرأة

عن شعر بلقيس ...

وعن شفاة ميسون ...

وعن هند ... وعن دعد ...

وعن لبنى ... وعن رباب ...

عن مطر الكحل الذي

ينزل كالوحي من الأهداب !!

لن تجدوا في حوزتي

قصيدة سرية ...

أو لغة سرية ...

أو كتبا سرية أسجنها في داخل

الأبواب

وليس عندي أبدا قصيدة واحدة

تسير في الشارع وهي ترتدي

الحجاب

****

متهمون نحن بالإرهاب

أذا كتبنا عن بقايا وطن ...

مخلع ... مفكك مهترئ

أشلاؤه تناثرت أشلاء ...

عن وطن يبحث عن عنوانه ...

وأمة ليس لها سماء !!

***

عن وطن .. لم يبق من أشعاره

العظيمة الأولى ...

سوى قصائد الخنساء !!

***

عن وطن لم يبق في آفاقه

حرية حمراء .. أو زرقاء ... أو

صفراء ...

***

عن وطن ... يمنعنا ان نشتري

الجريدة

أو نسمع الأنباء ...

عن وطن ... كل العصافير به

ممنوعة دوما من الغناء ...

عن وطن ...

كتابه تعودوا أن يكتبوا

من شدة الرعب ...

على الهواء !!

***

عن وطن يشبه حال الشعر في

بلادنا

فهو كلام سائب ...

مرتجل ...

مستورد...

وأعجمي الوجه واللسان ...

فما له بداية ...

ولا له نهاية ...

ولا له علاقة بالناس ... أو

بالأرض ...

أو بمأزق الإنسان !!

***

عن وطن ...

يمشي إلى مفاوضات السلم

دونما كرامة ...

ودونما حذاء !!

***

عن وطن رجاله بالوا على

أنفسهم خوفا ...

ولم يبق سوى النساء !!

***

الملح ... في عيوننا ...

والملح في شفاهنا..

والملح ... في كلامنا

فهل يكون القحط في نفوسنا

إرثا أتانا من بني قحطان ؟؟

لم يبق في أمتنا معاوية ...

ولا أبو سفيان ...

لم يبق من يقول (لا) ...

في وجه من تنازلوا

عن بيتنا .. وخبزنا .. وزيتنا ...

وحولوا تاريخنا الزاهي...

إلى دكان !!

***

لم يبق في حياتنا قصيدة ...

ما فقدت عفافها ...

في مضجع السلطان...

**

لقد تعودنا على هواننا ..

ماذا من الإنسان يبقى ...

حين يعتاد الهوان؟؟

**

عن أسامة بن منقذ ...

وعقبة بن نافع ...

عن عمر ... عن حمزة ...

عن خالد يزحف نحو الشام ...

ابحث عن معتصم بالله ...

حتى ينقذ النساء من وحشية

السبي ...

ومن ألسنة النيران !!

ابحث عن رجال آخر

الزمان...

فلا أرى في الليل إلا قططا

مذعورة ...

تخشى علي أرواحها ...

من سلطة الفئران !!

***

هل العمي القومي ...قد أصابنا

وهو أبكم ؟

أم نحن نشكو من عمى الألوان

**

متهمون نحن بالإرهاب ...

أذا رفضنا موتنا ...

بجرافات إسرائيل ...

تنكش في ترابنا ...

تنكش في تاريخنا ...

تنكش في إنجيلنا ...

تنكش في قرآننا ...

تنكش في تراب أنبيائنا ...

إن كان هذا ذنبنا

ما أجمل الإرهاب ....

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رفضنا محونا ....

على يد المغول ... واليهود

... والبرابرة ...

إذا رمينا حجرا ...

على زجاج مجلس الأمن الذي

استولى عليه القياصرة !!

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذارفضنا أن نفاوض الذئب

وأن نمد كفنا لعاهرة !!

**

أمريكا ...

ضد ثقافات البشر...

وهي بلا ثقافة ...

ضد حضارات الحضر

وهي بلا حضارة

أمريكا ...

بناية عملاقة

ليس لها حيطان !!

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رفضنا زمنا

صارت به أمريكا

المغرورة ... الغنية ... القوية

مترجما محلفا ...

للغة العبرية !!

**

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رمينا وردة ...

للقدس ...

للخليل ...

أو لغزة ...

والناصرة ...

إذا حملنا الخبز والماء ...

إلى طروادة المحاصرة ...

*

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رفعنا صوتنا

ضد كل الشعوبيين من قادتنا ...

وكل من قد غيروا سروجهم ...

وانتقلوا من وحدويين ...

إلى مساسرة !!

***

إذا اقترفنا مهنة الثقافة ...

إذا تمردنا على أوامر

الخليفة

العظيم .. والخلافة ...

إذا قرأنا كتبا في الفقه

... والسياسة ...

إذا ذكرنا ربنا تعالى...

إذا تلونا (سورة الفتح) ..

وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة

فنحن ضالعون في الإرهاب !!

متهمون نحن بالإرهاب ...

إن نحن دافعنا عن الأرض

وعن كرامة التراب

إذا تمردنا على اغتصاب الشعب

واغتصابنا ...

إذاحمينا آخر النخيل في

صحرائنا ...

وآخر النجوم في سمائنا ...

وآخرالحروف في أسمائنا ...

وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا

إن كان هذا ذنبنا ...

ما أروع الإرهاب !!

***

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن ينقذني

من المهاجرين من روسيا ...

ورومانيا، وهنقاريا، وبولونيا ...

وحطوا في فلسطين على أكتافنا

ليسرقوا ... مآذن القدس ...

وباب المسجد الأقصى ...

ويسرقوا النقوش ...

والقباب ...

**

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن يحرر

المسيح ...

ومريم العذراء ...

والمدينة المقدسة ...

من سفراء الموت والخراب !!

***

بالأمس ...

كان الشارع القومي في بلادنا

يصهل كالحصان ...

وكانت الساحات أنهارا

تفيض عنفوان ...

وبعد أوسلو ...

لم يعد في فمنا أسنان ...

فهل تحولنا إلى شعب

من العميان .. والخرسان ؟؟

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إن نحن دافعنا بكل قوة

عن إرثنا الشعري

عن حائطنا القومي ..

عن حضارة الوردة ..

عن ثقافة النايات .. في جبالنا

وعن مرايا الأعين السوداء

**

متهمون نحن بالإرهاب ...

إن نحن دافعنا بما نكتبه ...

عن زرقة البحر ...

وعن رائحة الحبر

وعن حرية الحرف ...

وعن قدسية الكتاب !!

***

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن يحرر الشعب

من الطغاة .. والطغيان ...

وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان

ويرجع الليمون والزيتون

والحسون

للجنوب من لبنان ...

ويرجع البسمة للجولان ....

***

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن ينقذني

من قيصر اليهود ...

أو من قيصر الرومان !!

***

أنا مع الإرهاب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

مقتسما

ما بين امريكا .. وإسرائيل

بالمناصفة !!

***

أنا مع الإرهاب ...

بكل ما أملك من شعر

ومن نثر ...

وممن أنياب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

بين يدي قصاب !!(جزار)

**

أنا مع الإرهاب

ما دام هذا العالم الجديد

قد صنفنا

من فئة الذباب !!

**

أنا مع الإرهاب ...

إن كان مجلس الشيوخ في

أمريكا ..

هو الذي في يده الحساب

وهو الذي يقرر الثواب ...

والعقاب !!

***

أنا مع الإرهاب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

يكره في أعماقه

رائحة الأعراب !!

***

انا مع الإرهاب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

يريد أن يذبح أطفالي ...

ويرميهم إلى الكلاب !!

**

من أجل هذا كله ...

أرفع صوتي عاليا :

أنا مع الإرهاب !!

أنا مع الإرهاب !!

أنا مع الإرهاب !!...

تقرير سري جداً من بلاد قمعستان






تقرير سري جداً من بلاد قمعستان
لم يبق فيهم لا أبو بكر.. ولا عثمان..

جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان..

تساقط الفرسان عن سروجهم..

وأعلنت دويلة الخصيان..

واعتقل المؤذنون في بيوتهم ..

و ألغي الأذان..

جميعهم تضخمت أثداؤهم..

وأصبحوا نسوان..

جميعهم يأتيهم الحيض، ومشغولون بالحمل

وبالرضاعة..

جميعهم قد ذبحوا خيولهم..

وارتهنوا سيوفهم..

وقدموا نساءهم هدية لقائد الرومان..

ما كان يدعى ببلاد الشام يوماً..

صار في الجغرافيا..

يدعى (يهودستان)..

الله .. يا زمان..

2

لم يبق في دفاتر التاريخ

لا سيف ولا حصان

جميعهم قد تركوا نعالهم

وهربوا أموالهم

وخلفوا وراءهم اطفالهم

وانسحبوا الى مقاهي الموت والنسيان

جميعهم تخنثوا...

تكحلوا...

تعطروا...

تمايلوا أغصان خيزران

حتى تظن خالدا ... سوزان

ومريما .. مروان

الله ... يا زمان...

3

جميعهم موتى ... ولم يبق سوى لبنان

يلبس في كل صباح كفناً

ويشعل الجنوب إصراراً وعنفوان

جميعهم قد دخلوا جحورهم

واستمتعوا بالمسك, والنساء, والريحان

جميعهم مدجن, مروض, منافق, مزدوج .. جبان

ووحده لبنان

يصفع امريكا بلا هوادة

ويشعل المياه والشطان

في حين ألف حاكم مؤمرك

يأخذها بالصدر والأحضان

هل ممكن ان يعقد الانسان صلحا دائما مع الهوان؟

الله ... يا زمان ..

4

هل تعرفون من أنا

مواطن يسكن في دولة (قمعستان)

وهذه الدولة ليست نكتة مصرية

او صورة منقولة عن كتب البديع والبيان

فأرض (قمعستان) جاء ذكرها

في معجم البلدان ...

وأن من أهم صادراتها

حقائبا جلدية

مصنوعة من جسد الانسان

الله ... يا زمان ...

5

هل تطلبون نبذة صغيرة عن أرض (قمعستان)

تلك التي تمتد من شمال افريقيا

إلى بلاد نفطستان

تلك التي تمتد من شواطئ القهر الى شواطئ

القتل

الى شواطئ السحل, الى شواطئ الاحزان ..

وسيفها يمتد بين مدخل الشريان والشريان

ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة

ويفقأون أعين الأطفال بالوراثه

ويكرهون الورق الابيض, والمداد, والاقلام بالوراثة

واول البنود في دستورها:

يقضي بأن تلغى غريزة الكلام في الإنسان

الله ... يا زمان ...

6

هل تعرفون من أنا؟

مواطن يسكن في دولة (قمعستان)

مواطن...

يحلم في يوم من الايام أن يصبح في مرتبة الحيوان

مواطن يخاف أن يجلس في المقهى .. لكي

لا تطلع الدولة من غياهب الفنجان

مواطن أن يخاف أن يقرب زوجته

قبيل أن تراقب المباحث المكان

مواطن أنا من شعب قمعستان

أخاف أن أدخل أي مسجد

كي لا يقال إني رجل يمارس الإيمان

كي لا يقول المخبر السري:

أني كنت أتلو سورة الرحمن

الله ... يا زمان ...

7

هل تعرفون الآن ما دولة ( قمعستان)؟

تلك التي ألفها.. لحنها..

أخرجها الشيطان...

هل تعرفون هذه الدويلة العجيبة؟

حيث دخول المرء للمرحاض يحتاج إلى قرار

والشمس كي تطلع تحتاج إلى قرار

والديك كي يصيح يحتاج إلى قرار

ورغبة الزوجين في الإنجاب

تحتاج إلى قرار

وشعر من احبها

يمنعه الشرطي أن يطير في الريح

بلا قرار..

8

ما أردأ الأحوال في دولة (قمعستان)

حيث الذكور نسخة عن النساء

حيث النساء نسخة من الذكور

حيث التراب يكره البذور

وحيث كل طائر يخاف بقية الطيور

وصاحب القرار يحتاج الى قرار

تلك هي الاحوال في دولة (قمعستان)

الله ... يا زمان ...

9

يا أصدقائي:

إنني مواطن يسكن في مدينة ليس بها سكان

ليس لها شوارع

ليس لها أرصفة

ليس لها نوافذ

ليس لها جدران

ليس بها جرائد

غير التي تطبعها مطابع السلطان

عنوانها؟

أخاف أن أبوح بالعنوان

كل الذي اعرفه

أن الذي يقوده الحظ إلى مدينتي

يرحمه الرحمن...

10

يا أصدقائي :

ما هو الشعر اذا لم يعلن العصيان؟

وما هو الشعر اذا لم يسقط الطغاة ... والطغيان؟

وما هو الشعر اذا لم يحدث الزلزال

في الزمان والمكان؟

وما هو الشعر اذا لم يخلع التاج الذي يلبسه

كسرى أنوشروان؟

11

من أجل هذا أعلن العصيان

باسم الملايين التي تجهل حتى الآن ما هو النهار

وما هو الفارق بين الغصن والعصفور

وما هو الفارق بين الورد والمنثور

وما هو الفارق بين النهد والرمانة

وما هو الفارق بين البحر والزنزانة

وما هو الفارق بين القمر الاخضر والقرنفلة

وبين حد كلمة شجاعة,

وبين خد المقصله ...

12

من اجل هذا أعلن العصيان

باسم الملايين التي تساق نحو الذبح كالقطعان

باسم الذين انتزعت أجفانهم

واقتلعت أسنانهم

وذوبوا في حامض الكبريت كالديدان

باسم الذين ما لهم صوت ...

ولا رأي ...

ولا لسان ...

سأعلن العصيان ...

13

من أجل هذا أعلن العصيان

باسم الجماهير التي تجلس كالأبقار

تحت الشاشة الصغيرة

باسم الجماهير التي يسقونها الولاء

بالملاعق الكبيرة

باسم الجماهير التي تركب كالبعير

من مشرق الشمس الى مغربها

تركب كالبعير ...

وما لها من الحقوق غير حق الماء والشعير

وما لها من الطموح غير ان تأخذ للحلاق زوجة الامير

او ابنة الامير ...

او كلبة الامير ...

باسم الجماهير التي تضرع لله لكي يديم القائد العظيم

وحزمة البرسيم ...

14

يا اصدقاء الشعر:

إني شجر النار, وإني كاهن الأشواق

والناطق الرسمي عن خمسين مليوناً من العشاق

على يدي ينام أهل الحب والحنين

فمرةً أجعلهم حمائما

ومرة اجعلهم أشجار ياسمين

يا أصدقائي ...

إنني الجرح الذي يرفض دوما

سلطة السكين ...

15

يا أصدقائي الرائعين:

أنا الشفاه للذين ما لهم شفاه

أنا العيون للذين ما لهم عيون

أنا كتاب البحر للذين ليس يقرأون

أناالكتابات التي يحفرها الدمع على عنابر السجون

أنا كهذا العصر, يا حبيبتي

اواجه الجنون بالجنون

وأكسر الاشياء في طفولة

وفي دمي, رائحة الثورة والليمون ...

انا كما عرفتموني دائما

هوايني أن أكسر القانون

أنا كما عرفتموني دائما

اكون بالشعر ... وإلا لا أريد أن أكون ...

16

يا اصدقائي:

أنتم الشعر الحقيقي

ولا يهم أن يضحك ... أو يعبس ...

أو أن يغضب السلطان

أنتم سلا طيني ...

ومنكم أستمد المجد, والقوة , والسلطان ...

قصائدي ممنوعة ...

في المدن التي تنام فوق الملح والحجارة

قصائدي ممنوعة ...

لأنها تحمل للإنسان عطر الحب, والحضارة

قصائدي مرفوضة ...

لأنها لكل بيت تحمل البشارة

يا أصدقائي:

إنني ما زلت بانتظاركم

لنوقد الشراره ...

يا تلاميذ غزّة علمونا








يا تلاميذ غزة
علمونا
بعض ما عندكم
فنحن نسينا


علمونا
بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال
صاروا عجينا


علمونا
كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال
ماسا ثمينا


كيف تغدو
دراجة الطفل لغما
وشريط الحرير
يغدو كمينا


كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها
تحولت سكينا


يا تلاميذ غزة
لا تبالوا
بأذاعاتنا
ولا تسمعونا


اضربوا
اضربوا
بكل قواكم
واحزموا أمركم
ولا تسألونا


نحن أهل الحساب
والجمع
والطرح
فخوضوا حروبكم
واتركونا


إننا الهاربون
من خدمة الجيش
فهاتوا حبالكم
واشنقونا


نحن موتى
لا يملكون ضريحا
ويتامى
لا يملكون عيونا
قد لزمنا جحورنا
وطلبنا منكم
أن تقاتلوا التنينا


قد صغرنا أمامكم
ألف قرن
وكبرتم
خلال شهر قرونا


يا تلاميذ غزة
لا تعودوا
لكتاباتنا ولا تقرأونا
نحن آباؤكم
فلا تشبهونا


نحن أصنامكم
فلا تعبدونا


نتعاطى
القات السياسي
والقمع
ونبني مقابرا
وسجونا


حررونا
من عقدة الخوف فينا
واطردوا
من رؤوسنا الافيونا


علمونا
فن التشبث بالأرض
ولا تتركوا
المسيح حزينا
يا أحباءنا الصغار
سلاما
جعل الله يومكم
ياسمينا


من شقوق الأرض الخراب
طلعتم
وزرعتم جراحنا
نسرينا


هذه ثورة الدفاتر
والحبر
فكونوا على الشفاه
لحونا


أمطرونا
بطولة وشموخا
واغسلونا من قبحنا
اغسلونا


لا تخافوا موسى
ولا سحر موسى
واستعدوا
لتقطفوا الزيتونا


إن هذا العصر اليهودي
وهم
سوف ينهار
لو ملكنا اليقينا


يا مجانين غزة
ألف أهلا
بالمجانين
إن هم حررونا


إن عصر العقل السياسي
ولى من زمان
فعلمونا الجنونا


يرمي حجرا
أو حجرين
يقطع افعى اسرائيل الى نصفين
يمضغ لحم الدبابات
ويأتينا
من غير يدين


في لحظات
تظهر ارض فوق الغيم
ويولد وطن في العينين


في لحظات
تظهر حيفا
تظهر يافا
تأتي غزة في أمواج البحر
تضيء القدس
كمئذنة بين الشفتين


يرسم فرسا
من ياقوت الفجر
ويدخل
كالاسكندر ذي القرنين


يخلع أبواب التاريخ
وينهي عصر الحشاشين
ويقفل سوق القوادين
ويقطع أيدي المرتزقين

ويلقي تركة اهل الكهف
عن الكتفين


في لحظات
تحبل أشجار الزيتون
يدر حليب في الثديين


يرسم أرضا في طبريا
يزرع فيها سنبلتين


يرسم بيتا فوق الكرمل
يرسم أما تطحن عند الباب
وفنجانين


في لحظات تهجم رائحة الليمون
ويولد وطن في العينين


يرمي قمرا من عينيه السوداوين
وقد يرمي قمرين


يرمي قلما
يرمي كتبا
يرمي حبرا
يرمي صمغا
يرمي كراسات الرسم
وفرشاة الألوان


تصرخ مريم يا ولداه
وتأخذه بين الأحضان


يسقط ولد
في لحظات
يولد آلاف الصبيان


يكسف قمر غزاوي
في لحظات
يطلع قمر من بيسان


يدخل وطن للزنزانة
يولد وطن في العينين
ينفض عن نعليه الرمل
ويدخل في مملكة الماء


يفتح أفقا آخر
يبدع زمنا آخر
يكتب نصا آخر
يكسر ذاكرة الصحراء


يقتل لغة مستهلكة
منذ الهمزة حتى الياء


يفتح ثقبا في القاموس
ويعلن موت النحو
وموت قصائدنا العصماء


يرمي حجرا
يبدأ وجه فلسطين
يتشكل مثل قصيدة شعر


يرمي الحجر الثاني
تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر


يرمي الحجر الثالث
تطلع رام الله بنفسجة من ليل القهر


يرمي الحجر العاشر
حتى يظهر وجه الله
ويظهر نور الفجر


يرمي حجر الثورة
حتى يسقط آخر فاشستي
من فاشست العصر


يرمي
يرمي
يرمي
حتى يقلع نجمة داوود
بيديه
ويرميها في البحر


تسأل عن الصحف الكبرى
أي نبي هذا القادم من كنعان ؟


أي صبي
هذا الخارج من رحم الأحزان ؟


أي نبات أسطوري
هذا الطالع من بين الجدران ؟


أي نهور من ياقوت
فاضت من ورق القران ؟


يسأل عنه العرافون
ويسأل عنه الصوفيون
ويسأل عنه البوذيون
ويسأل عنه ملوك الجان


من هو الولد الطالع
مثل الخوخ الأحمر
من شجر النسيان ؟


من هو هذا الولد الطافش
من صور الأجداد
ومن كذب الأحفاد
ومن سروال بني قحطان ؟


من هو هذا الباحث
عن أزهار الحب
وعن شمس الإنسان ؟


ومن هو هذا الولد المشتعل العينين
كآلهة اليونان ؟


يسأل عنه المضطهدون
ويسأل عنه المقموعون
ويسأل عنه المنفيون
وتسأل عنه عصافير خلف القضبان


من هو هذا آلاتي
من أوجاع الشمع
ومن كتب الرهبان ؟


من هو هذا الولد
التبدأ في عينيه
بدايات الأكوان ؟


من هو
هذا الولد الزارع
قمح الثورة
في كل مكان ؟؟


يكتب عنه القصصيون
ويروي قصته الركبان


من هو هذا الطفل الهارب من شلل الأطفال
ومن سوس الكلمات ؟


من هو ؟
هذا الطافش من مزبلة الصبر
ومن لغة الأموات ؟


تسأل صحف العالم
كيف صبي مثل الوردة
يمحو العالم بالممحاة ؟


تسأل صحف في أمريكا
كيف صبي غزاوي
حيفاوي
عكاوي
نابلسي
يقلب شاحنة التاريخ
ويكسر بللور التوراة ؟؟

نزارقباني

إقرأ وأستمتع (وليد سيف يكتب للجزيرة نت: غزة الفاضحة.. معركة المعاني)

وليد سيف يكتب للجزيرة نت: غزة الفاضحة.. معركة المعاني





وليد سيف

تتأرجح الكتابة بين لغة الفؤاد النازف ولغة العقل الناقد، بين ابتزازين: ابتزاز خطاب عقلاني زائف يحرّم علينا الغضب الجارف في وجه أبشع صور الظلم والإبادة، مثلما يحرّم علينا بكاء ضحايانا بصوت مجروح يليق بالجنازة الجمعية، وكل ذلك تحت طائلة الاتهام بالانجراف وراء العواطف والانفعالات المعطّلة للعقل والتدبير، وبين ابتزاز عواطف متفجرة متدفقة كالنهر الهادر تصرخ تحت وطأة الكابوس بصوت لا يُسمع: إذا كان العقل يحرّم غضب القلب والضمير فليذهب إلى الجحيم، وإن لم يكن في الوسع أن نتكافأ مع جلادينا في الحياة فلنتكافأ بالموت.. ولتكن القيامة الآن!
ولكن من اخترع ابتداءً هذه الثنائية المصطنعة بين العقل والقلب؟! أي عقلانية هذه التي تريد أن تقنعنا بأن الصراع في فلسطين لم يعد صراعا بين دولة الاغتصاب والاحتلال والشعب المنكوب بالاحتلال والحصار والتجويع والتركيع والذبح والقتل الجماعي، وإنما هو صراع بين محور التشدد وعلى رأسه إيران، ومحور "الاعتدال".

وعليه، فإن صواريخ حماس هي الفعل المحرّض الذي أوجب ردة الفعل الإسرائيلية، وإن هذه الصواريخ لم تنطلق ردا على الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق الهدنة والتي شملت أكثر من مائة وخمسة وعشرين خرقا عسكريا، فضلا عن الحصار القاتل الذي امتد سنة ونصف السنة، وإنما انطلقت بأوامر إيرانية لتحقيق أجندة إيرانية ضد دول "الاعتدال" العربي؟!

إذن، فحرب غزة هي حرب بالوكالة لا شأن لها بالمقاومة والاحتلال! لا بأس إذن، ولكن أفيدوني: إذا كانت المقاومة الفلسطينية في غزة هي الوكيل الإيراني في هذه الحرب، فمن وكيل دول الاعتدال المستهدفة فيها؟ إذ لا نعلم أن صواريخ حماس قد سقطت في أرض عربية.

"
نعم، لم يدخر الخطاب السياسي الإسرائيلي الصهيوني أثناء عدوانه النازي على غزة جهدا في التماهي مع خطاب الاعتدال العربي، ليتخذ منه ستارا أخلاقيا يسوغ العدوان
"
هل نفهم إذن من هذا المنطلق العقلاني أن "إسرائيل" هي وكيل أطراف "الاعتدال"، وأن استهدافها بصواريخ حماس كان في باطن الأمر استهدافا لتلك الأطراف؟! هل بلغ الأمر بهذا المنطق "العقلاني" أن يماهي بين إسرائيل ودول الاعتدال؟ فأي دعاية أفضل من هذه لإيران ولأطراف الممانعة؟ وأي دعاية أقبح من هذه لدول "الاعتدال"؟! ما لكم كيف تحكمون؟!!

المقاومة= إيران وأطراف الممانعة.

إسرائيل= محور الاعتدال العربي.

أهذا ما ترغبون في تأكيده لنا؟ مرحى إذن! قد وصلت الرسالة! فمن حيث أردتم الطعن في المقاومة الفلسطينية في غزة بإحالتها إلى إيران وأجندتها لا إلى دواعي المقاومة المشروعة للاحتلال الغاشم، عظمتم الموقف الإيراني حين أحلتموه إلى المقاومة، وأحلتم أنفسكم إلى العدو الإسرائيلي الأميركي.

نعم، اغتصاب الوطن واحتلاله والتجويع والتركيع والإبادة الجماعية والتشريد واستهداف الأطفال والنساء والمدنيين على مدى ستين سنة ونيف، ليست أسبابا كافية للمقاومة. ولكن المقاومة اختراع إيراني خالص لا يواجه إسرائيل إلا بقدر ما يواجه محور الاعتدال!

إلى هذا الحد ينحط خطاب العقلانية والاعتدال ليرتد على نفسه، وهو يحاول أن يُجهز على نظام المعاني التحررية، ليكرس خطاب الإذعان والاستسلام.

نعم، لم يدخر الخطاب السياسي الإسرائيلي الصهيوني أثناء عدوانه النازي على غزة جهدا في التماهي مع خطاب الاعتدال العربي، ليتخذ منه ستارا أخلاقيا يسوغ العدوان. فيتوالى المسؤولون الإسرائيليون من بيريز إلى أولمرت إلى باراك فليفني، على التأكيد أن حربهم على غزة والمقاومة إنما تستهدف المشروع الإيراني في المنطقة وأنها لا تتجاوز موقف الاعتدال العربي المهدد بالمشروع نفسه، ولا تتعدى موقف الشرعية الفلسطينية ممثلا بعباس والسلطة.

ثم إذا سكت صوت المدافع لم يتوانَ أولمرت على الإعلان أن الحملة الإسرائيلية (على أطفال غزة ونسائها) قد أضعفت قبضة حماس لصالح تقدم السلطة الفلسطينية فيها! وفي أثناء ذلك كله لم نسمع من عباس ومن حوله عبارة واحدة تعترض على هذه المسوغات الإسرائيلية التي تحتمي أخلاقيا بظهورهم.

ألا يصح القول إذن: إن إسرائيل أرادت القضاء على حماس، فلم تصب من حماس والمقاومة بعض ما أصابت من عباس والسلطة التي تعمدت أن تتماهى معها دون اعتراض!

ما لكم كيف تحكمون!

لا بأس إذن. المقاومة التي أمرت بها السماء وأقرتها الشرعة الدولية الأرضية للشعوب التي تتعرض للاحتلال، هذه المقاومة عبثية في الحالة الفلسطينية، وهي تقضي على فرص البديل الممكن: السلام والعملية السياسية! وهذا يفترض ضمنا أن العملية السياسية كانت، والحمد لله، تجري على قدم وساق وتتقدم نحو غايتها المنشودة: انسحاب المحتل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وضمان حق العودة، وتفكيك المستوطنات، وسيادة الدولة الفلسطينية على كامل أراضيها ومعابرها. وكل ذلك وفق قرارات الشرعية الدولية التي أسهمت فيها نفس القوى التي صنعت إسرائيل ابتداءً ثم جعلت انحيازها المطلق لها إستراتيجية ثابتة.

هل كان هذا هو الحال حقا قبل أن تنطلق صواريخ حماس "العبثية" بأمر إيراني؟ إن لم يكن قد أصاب الخلل ذاكرتنا فإن العملية السياسية قد بدأت منذ التسعينيات، وترجل الفرسان عن خيولهم فوضعوا السلاح وجنحوا للسلم بعد أن تنزلت عليهم لحظة التنوير الأميركي وانقشع الوهم السوفياتي، وذهبوا إلى أوسلو، مرة بعذر المضطر، ومرة بعذر العمل المرحلي، ومرة بعذر تأمين موطئ قدم في الوطن المحتل للانطلاق منه إلى إنجاز آخر، في زمن آخر تعتدل فيه الموازين، ومرة بعذر العجز العربي المؤبد وإسقاط خيارات الحرب، ومرة بعذر الواقعية السياسية التي تسترشد بالعبارة المأثورة "السياسة فن الممكن" ومعناها الحقيقي "ليس في الإمكان أبدع مما كان" (مع تجاهل أن السياسة أيضا هي فن صنع الإمكان، بل مع تجاهل أن أصل الداء وأس البلاء هو غياب الإرادة العربية السياسية لاستخدام الممكن فعلا)، ومرة بدعوى أن المقاومة لا تنحصر في الجانب العسكري، وأن لها أشكالا أخرى كالعمل السياسي، أو "الاشتباك السياسي" كما يُفضل المتنورون الواقعيون الجدد، ليوهمونا بأنهم قد انتقلوا من شكل من أشكال المقاومة إلى شكل آخر!

ومهما تكن الدواعي والتعّلات، فأين انتهت أوسلو؟ أفيدونا أيها الناس! وكيف انتهى ياسر عرفات –رحمه الله–؟ ألم ينته بأن ألزمه شريكه في أوسلو وفي العملية السياسية وفي نوبل غرفة واحدة في مقره محاصرا بالدبابات والجرافات الإسرائيلية؟ ألم ينفض شريكه يَده من يده معلنا أنه لم يعد شريكا مقبولا في العملية السلمية؟ ألم يضغط لنقل جزء من سلطاته بوصفه رئيس السلطة إلى رئيس وزرائه عباس باعتباره الشريك البديل المقبول، ثم إذا يأس من ذلك أرسله إلى حتفه على الأرجح؟ وفي كل هذه الأثناء ألم تتوسع المستوطنات وتتضخم لاغتيال آخر وعود أوسلو مع اغتيال الشريك الفلسطيني الأول فيها؟

"
ذهب ياسر عرفات، وجلس مكانه من أعلنت "إسرائيل" والولايات المتحدة أنه الشريك المعقول لولا تعطيل عرفات له، وأنه البديل الأكثر زكاةً وأقرب رُحْما. فماذا أعطته إسرائيل وقد صار رئيس السلطة الشرعي، لتحرج دعاة المقاومة وتسقط دعاواهم وخطابهم "المتطرف"
"
لا بأس. ربما كان الحق على ياسر عرفات –رحمه الله- لأنه لم يستفد من الفرص المتاحة، ولم يقبل أن ينزل عن الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية (حسب تعريفات قرارات الشرعية الدولية) وظن أنه قادر على التشاطر على الشريك الإسرائيلي في العملية السياسية. هكذا قال لنا منظرو الواقعية السياسية الجديدة، وبعضهم من رجال السلطة الأكثر استنارةً وعقلانيةً وواقعيةً.

ذهب ياسر عرفات. وجلس مكانه من أعلنت "إسرائيل" والولايات المتحدة أنه الشريك المعقول لولا تعطيل عرفات له، وأنه البديل الأكثر زكاةً وأقرب رُحْما. فماذا أعطته إسرائيل وقد صار رئيس السلطة الشرعي، لتحرج دُعاة المقاومة وتسقط دعاواهم وخطابهم "المتطرف"؟

أفيدونا أيها الناس! ماذا أعطته إسرائيل، قبل أن تحمل العملية الديمقراطية والانتخابات الحرة النزيهة "حماس" إلى المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية؟ إذا لم يكن ثمة خلل في الذاكرة فإننا نتذكر أن "إسرائيل" قد أعلنت في وقت ما أن من كانت تراه في الأمس رجل السلام المعقول وشريكه الصادق، ليس حقا كما كانت تتوهم، وأن أملها قد خاب فيه طالما أنه لم يقدم استحقاق الشراكة وشهادة حسن السلوك بالقضاء على المقاومة المسلحة والعمليات الاستشهادية: رأس "يحيى" المقاوم عند أقدام سالومي مقدمة شرطيّة لشهادة حسن السلوك من "إسرائيل".

أين هي إذن تلك العملية السياسية التي كانت تتقدم نحو غايتها كي تتحمل المقاومة تهمة الإطاحة بها؟

أليس الأصح أن المقاومة قد اكتسبت المزيد من المسوغات والدعم الشعبي نتيجة لإخفاق العملية السياسية، الأمر الذي يحمل إسرائيل تراجع نهج السلطة السياسي أمام نهج المقاومة، ومهّد من ثمَ لفوز حماس بالانتخابات التشريعية إضافة إلى أسباب أخرى كثيرة، وهي الانتخابات التي شهدَ لها العالم بأنها كانت الأكثر حرية ونزاهةً في أقطار الوطن العربي، وعبر الشعب الفلسطيني عن إرادته عبر صناديق الاقتراع التي ما فتئت أميركا تضفي عليها معنى مقدسا في سياق حربها على التطرف والإرهاب.

وكان ما هو معلوم، ووصلت حماس إلى الحكومة. وعلى الفور أغلقت الولايات المتحدة كتاب الديمقراطية المقدس، وتنكرت لخيار الشعب الذي ذهب إلى صناديق الاقتراع وهو يعلم من هي حماس ومن أين جاءت وما هو برنامجها وخطابها ومرجعيتها المبدئية. وبدأ التواطؤ فورا بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا وأطراف فلسطينية، مع الأسف، لإسقاط نتائج العملية الديمقراطية ومعاقبة الشعب الذي لم يعرف كيف يختار ومن يختار!

إسرائيل تعتقل جملة من أعضاء المجلس التشريعي المنتخب عن حماس ومن بينهم رئيس المجلس، والمساعدات تتوقف، ويبدأ الضغط الإسرائيلي والدولي لانتزاع جزء من مسؤوليات الحكومة وثقلها إلى مؤسسة الرئاسة (السلطة).

أي مفارقة أو مفارقات! في أثناء رئاسة ياسر عرفات، ينشأ ضغط لتوسيع سلطات رئيس الوزراء "عباس" من حساب الرئيس. حتى إذا ذهب أبو عمار –رحمه الله– وصار عباس رئيسا، تكتشف إسرائيل أنه ليس الشريك الذي كانت تؤيده، ثم إذا صعدت حماس إلى الحكومة، صار لا بد من توسيع سلطات الرئيس ولا سيما في المجال الأمني من حساب رئيس الحكومة وحكومته! وبين هذا وذاك، لا شيء للعملية السياسية سواءً أكان عباس رئيس حكومة أم رئيس سلطة، والعصا الغليظة لغيره سواءً أكان رئيسا للسلطة (أبو عمار) أم رئيسا للحكومة (هنية).

الخيار إذن بين أن تكتفي إسرائيل بألا تعطيك شيئا في خط العملية السياسية (إذا كنت ملتزما بها) وبين أن تهدم السقوف على رأسك ورؤوس شعبك إذا تمسكت بنهج المقاومة في ظل إخفاق العملية السياسية! فأين تذهبون؟

"
نعم، بدأت على الفور عملية انقلابية من داخل أجهزة السلطة، ولاسيما الأمنية منها، ضد حكومة حماس المنتخبة
"
وفي الوقت نفسه، بدأت عملية انقلاب غير منظورة ضد حكومة حماس المنتخبة! نعم، كن متعاطفا مع حماس أو خصما لها، كن مع مبدأ حق المقاومة ضد الاحتلال أو كن ضده، ولكن كن منسجما على الأقل مع المنطق العقلاني الذي تحاصر به خصومك، ومبدأ الديمقراطية الذي تتعبد به، واعترف بالواقع الذي يشهد لنفسه.

نعم، بدأت على الفور عملية انقلابية من داخل أجهزة السلطة، ولا سيما الأمنية منها، ضد حكومة حماس المنتخبة. والعبارة الأخيرة تضمر هذه الحقيقة لمن ألقى السمع وهو شهيد، وتحلى بأقل قدر من الموضوعية والنزاهة والإخلاص.

فحين نذكر أجهزة السلطة في مقابل حكومة حماس، فما الذي تعنيه هذه الثنائية الشاذة؟ إن تعبير "أجهزة السلطة" في هذا السياق لا يحيل حقّا إلى مؤسسات الدولة العامة التي يفترض أن تديرها الحكومة، أي حكومة شرعية، حتى حين تتناوب الأحزاب على تشكيل الحكومات وفقا للعملية الديمقراطية: في كل مكان في العالم تأتمر أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية بأوامر الحكومة الشرعية والإدارة السياسية العليا، وقد تتغير الحكومات في الدولة الديمقراطية، وتختلف برامجها السياسية، ولكن أجهزة الدولة ومؤسساتها تبقى خاضعة للإدارة السياسية الحكومية حسب القانون. فلا ثنائية بين الحكومة القائمة الشرعية وتلك الأجهزة والمؤسسات التي يتوجب عليها أن تنفذ أوامر الوزارات المعنية وتتصرف وفق قراراتها. أما الحديث عن السلطة وأجهزتها ومؤسساتها من جهة، والحكومة المنتخبة من جهة أخرى في الحالة الفلسطينية، فلا يفيد إلا بأن أجهزة السلطة وإدارتها ومؤسساتها، ومنها المؤسسات الأمنية، تمثل طرفا سياسيا أو حزبا أو فصيلا في مقابل الحكومة التي تمثل فصيلا أو حزبا أو فريقا سياسيا آخر.

وفي هذه الحالة المختلّة لا تأتمر إدارات الدولة بأمر الحكومة ولكن بأمر قيادة حزبها، وليس للحكومة الشرعية ولاية عليها في واقع الأمر. وهذا ما لا يقرّ به قانون في العالم. فلم إذن نلجأ إلى الانتخابات الديمقراطية ونقر مبدأ التناوب السلمي على السلطة، إذا كان المطلوب أن تأتي الانتخابات بمن يمثلون نفس الفريق الذي ينتسب إلى إدارات الدولة، وإلاّ فلا طاعة للحكومة المنتخبة.

هذا هو الخلل البنيوي الذي تأسس مع قيام السلطة ابتداءً، حين اختصت الإدارات والأجهزة الأمنية بفريقها الفتحاوي بصورة أساسية، ما قطع الطريق مسبقا على جدوى عملية ديمقراطية يمكن أن تأتي بفريق حكومي ينتمي إلى منظمة سياسية أخرى.

والآن، ما الذي يعينه -في كل أقطار العالم- أن ترفض إدارات الدولة المدنية والأمنية ولاية الحكومة الشرعية، وتسستقل بإرادتها متوجهة فقط بأوامر المنظمة السياسية التي تنتسب إليها؟ ماذا تفعل حكومة عربية أو أجنبية تتمرد على ولايتها وقراراتها إدارات الدولة الأمنية مثلا؟ ألا يُعدّ ذلك بمثابة انقلاب وخروج على القانون؟ ألا تحشد الحكومة في هذه الحالة كل ما تستطيع حشده من مؤيديها في المؤسسة العسكرية لإخماد الانقلاب، فإذا أخفقت لجأت إلى المؤسسات الشرعية الدولية لإعانتها على المتمردين؟!

من المتوقع في هذه الحالة الفلسطينية الفريدة التي نشأت عقب تولّي حماس الحكومة أن تبدأ حماس في إنشاء أجهزتها الأمنية الموازية التي تطيع ولايتها، كي يزداد الوضع تأزما ويتجه نحو الصدام والتفاصل المدمّرين.

وإذن فقبل الحديث عن انقلاب حماس في غزة يجب أن يجري الحديث عن انقلاب أجهزة السلطة الأمنية على ولاية الحكومة المنتخبة. فكان لا بد أن يفضي ذلك إلى الصدام والتفاصل على نحو ما جرى في غزة. وكان هذا ما ترغب به إسرائيل والولايات المتحدة لشق الصف الفلسطيني وتسويغ الحصار المدمّر على غزة والتواطؤ الدولي والإقليمي على الحكومة المنتخبة والمقاومة بصفة عامة، بمعاذير جديدة تتستر بشرعيّة السلطة وشرعية الرئيس وتجتهد في أن تتماهى معها وتسوّغ ممارستها القمعية بها، وتتباكى عليها وتخفّ لدعمها.

وفي هذا السياق بالضبط يتم تغيير خطوط جبهات الصراع. فبدلا من أن تكون المفاصلة بين قوى الاحتلال والاغتصاب (إسرائيل) من جهة، والشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال بكل أطيافه وفصائله من جهة أخرى، تصبح القسمة بين تيارات المقاومة (الموسومة بالتطرف والتشدد والإرهاب) من جهة، وقوى السلام والاعتدال التي تجمع قسرا إسرائيل مع السلطة من جهة أخرى.

وربما لم تكن السلطة راغبة في هذا التماهي، ولكنها تركت لإسرائيل والولايات المتحدة والأطراف الإقليمية المتواطئة أن تجرها إلى هذا الوضع.

وإذ إن الخلاف الإقليمي العربي والإسلامي قائم أصلا، يصبح بالإمكان توسيع القسمة الجديدة لتصبح بين محور الممانعة الذي يضم إيران وسوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطينية في جبهة واحدة، وبين محور "الاعتدال" المعروف الذي وجدت أطراف عربية نفسها تجتمع فيه مع السلطة وإسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا، من جهة أخرى.

لا أحسب أن العدو الصهيوني قد حقق اختراقا عربيا أعظم من هذا. خرجت إسرائيل من وضعها بوصفها الجبهة المعادية لمجمل الجبهة الفلسطينية والعربية والإسلامية، لتصير جزءا من قسمة إقليمية أوسع تضعها في نفس الخندق مع أطراف عربية وفلسطينية.

الصراع لم يعد بين المشرع الصهيوني الإحلالي الاستيطاني (الموظف أصلاً ضد مجمل الأمة العربية ومصالحها، فضلا عن اغتصابه وطنا عربيا واحتلال أراضيه وتشريد شعبه وتجويعه وذبحه) وبين الشعب الفلسطيني المكافح من أجل حقوقه الشرعية –حتى في إطار تعريفات الشرعية الدولية– ومعه أمته العربية المستهدفة عامة بالمشروع الصهيوني الإمبريالي، وإنما الصراع الآن كما استدرجتنا إليه إسرائيل وأميركا هو بين محور التطرف الفلسطيني والإقليمي المعادي للسلام، ومحور "الاعتدال" العربي والفلسطيني العقلاني المحب للسلام والمعادي للإرهاب والتطرف: صراع إقليمي عام يختزل في ثنائية التطرف والاعتدال، بدلا من ثنائية الاحتلال ورفض الاحتلال، أو ثنائية المشروع الصهيوني المعادي لمجمل الأمة، ومشروع النهوض العربي والإسلامي المعادي لمشاريع الهيمنة الإمبريالية ووكيلها الصهيوني في المنطقة.

مع هذا التحول، يصبح بالإمكان إذا اصطدمت المقاومة وشعبها المظلوم بقوة الاحتلال الصهيوني، أن نغفل الحديث عن دور الاحتلال والتعنت الإسرائيلي باعتبارهما رأس الداء وأس البلاء في توفير أسباب المقاومة الشرعية، وأن يتحدث المعتدلون العقلانيون الواقعيون(!!) بدلا عن ذلك عن دور التطرف الذي تقوده إيران وسوريا في زعزعة أمن المنطقة خدمة لأجندتهما السياسية الموجهة، لا ضد إسرائيل، ولكن ضدّ أطراف "الاعتدال" العربي.

فإذا شنّت إسرائيل عدوانها النازيّ على غزة، رفعوا عقائرهم بالصياح: هذه إيران من جديد ومعها سوريا، ممثلتين في المقاومة وحماس التي افتعلت –حسب هذا المنطق– الصدام. ومن جديد، ضد من "افتعلته" حماس السورية الإيرانية إذا كان الطرف الآخر في الميدان هو إسرائيل"؟!

نعم.. ضدّ محور الاعتدال الذي قضت الظروف أن تمثله "إسرائيل" في ميدان المواجهة نيابة عن الأطراف العربية والفلسطينية المنسوبة إلى هذا المحور!!؟

ومن جديد: أهذا خير ما يصنعه ممثلو "الاعتدال" وأبواقهم الإعلامية في الترويج لأنفسهم والطعن في محور الممانعة أو "التطرف" حسب تعريفهم، وبخاصة إيران وسوريا؟ ألا يلحظ رئيس السلطة أن مدافع إسرائيل قد هدمت المباني في غزة، نعم، ولكنها هدمت معها –لا المقاومة- وإنما صورته ومصداقيته والمعاني التي يعرف نفسه بها؟

ما لكم كيف تحكمون!

"
لا أدري إذا كان يمكن تصنيف "شافيز" الفنزويلي المسيحي اليساري في خانة التشيع، طالما أنه ينحاز إلى محور الممانعة وإلى المقاومة الفلسطينية المحسوبة على إيران الشيعية
"
وفجأة يكتشف إعلاميو العار العرب مدى انتمائهم الروحي العميق للعقيدة الإسلامية السنية وخشيتهم على مصير العالم السني من التمدّد الشيعي الإيراني.

دع عنك ما هم عاكفون عليه من كؤوس الخمر وكتب الحكمة الأميركية والصهيونية المقدسة، وخلواتهم التعبدية في الحانات والنوادي الليلية، وصيحاتهم المنكرة في كل حين ضد كل ما هو إسلامي يفضلون وصفه "بالإسلاموّية" تهزيئا وتبخيسا، وضد كل ما هو عروبي يفضلون وصفه "بالقومجية" تهزيئا وتبخيسا، وضد كل ما هو عدالة اجتماعية يفضلون وصفه بالاشتراكية الغاربة الملوثة بذاكرة القمع البوليسي والحكم الشمولي، وضدّ كل ما هو مقاومة للظلم والاحتلال، يفضلون جمعه في سلة واحدة مع الإرهاب والتطرف اللذين يحيلونهما إلى أسباب ثقافية عقدية، بدلا من السياسات الظالمة التي وظفوا أنفسهم لخدمتها وتسويقها.

ودع عنك تلويثهم المنهجي المتعمد لمعاني الجهاد –ذروة سنام الإسلام– حتى صارت كلمة "جهاديين" مرادفة باستعمالهم للإرهابيين.

دع عنك هذا كله، فإذا حمي الوطيس ووقع الاختبار ذكروا عقيدتهم السنية واستدعوا حميتهم الدينية السنية وصاحوا صيحتهم المنكرة: أصرفوا وجوهكم عن إسرائيل والولايات المتحدة إلى العدو الإيراني الشيعي، فهو الخطر الأعظم، وواجهوه بكل ما استطعتم، حتى لو كانت إسرائيل من وسائل الدفع والاستطاعة. واجهوه أينما ثقفتموه: في لبنان (حزب الله)، وفي فلسطين المغتصبة والمحتلة (حماس)، واقطعوا مع سوريا قطيعةً لا رجوع منها. وكل ذلك نصرة لدين الله!

ولا بأس في هذا السياق أن نضلل الناس بالقول إن حماس منظمة شيعية لمجرد أنها تتلّقى المعونة من إيران، بينما يعلم القاصي والداني أن حماس سنية خالصة لا تحيد عن سنيتها.

ولا أدري إذا كان يمكن تصنيف "شافيز" الفنزويلي المسيحي اليساري في خانة التشيع، طالما أنه ينحاز إلى محور الممانعة وإلى المقاومة الفلسطينية المحسوبة على إيران الشيعية!

ولكن أفيدونا أيها الإعلاميون العقلانيون الواقعيون المدرجون في قائمة العار الصهيونية، لماذا تطلقون صيحاتكم المنكرة ضد التمدد الإيراني الشيعي من خلال حزب الله والمقاومة الفلسطينية فضلا عن سوريا، ولا تطلقون مثلها ضد القوى العراقية الحاكمة الجديدة التي لا يخفى ارتباطها التاريخي والعقدي والسياسي بإيران!

لا، والذي بعث محمدا بالحق، ما أنتم بسنة ولا بشيعة، ولا بمسلمين ولا بعرب، ولا حتى بليبراليين مخلصين يؤمنون حقا بالديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع التي جاءت بحماس، فقد نجم نفاقكم في هذا الشأن حتى لا يخفى على أحد. بل أنتم صهاينة وحسب: نعم صهاينة عرب، ولا يوجه ردود فعلكم إلا ثلاثة عناوين:

-

كره الإسلام والإسلاميين، حتى لو جاءت بهم صناديق الاقتراع. وإلا لماذا أعلنتم العداء ضد حماس منذ لحظة انتخابها، وقبل ما أطلق عليه "انقلابها في غزة"!؟
-

بغض مفاهيم المقاومة والجهاد بإطلاق، حتى لو كان ذلك استجابة لتحدي الاحتلال والاغتصاب والقتل الجماعي.
-

الولاء المطلق للبرنامج الأميركي في المنطقة حتى لو كان ضد حكوماتكم وأوطانكم.
وقد نضيف إلى بعض هؤلاء أو جلهم كراهة معلنة أو مضمرة ضد الشعب الفلسطيني المزعج الذي لا يرضى أن يموت بصمت، والذي تحرج ركلاته سياسات الإذعان والاستسلام، وتحرج قضيته العلاقات المقدسة مع الولايات المتحدة وتعرضها للاهتزاز. فمن يوالي سياسات الولايات المتحدة لا يمكن أن يحتفظ بالوقت نفسه بعقيدة العداء ضد المشروع الصهيوني والاحتلال، الذي هو ربيب الإمبريالية الأميركية ووكيلها المتقدم وحليفها الإستراتيجي.

لا نطلب من هؤلاء إلا أن تكون لهم الجرأة الأدبية فلا يموهون دواعي مواقفهم المعلنة لأنّها لا تنطلي على أحد، ليعلنوا بصوت واضح صريح: أنهم يميلون حيث تميل أميركا (وبالنتيجة إسرائيل) فيعادون من يعادونهما ويصادقون من يصادقهما. فهم معروفون بأعيانهم وعقائدهم السياسية الفعلية وبغضهم للإسلام على الجملة، سوءا أكان في إطار سني أم شيعي.

ومن قبيل النكتة السمجة أن يستدعي بعضهم فتاوى تحرم استعمال صفة الشهداء إلا على من شهد له الله ورسوله، وهم أشد الناس عداوة لله ورسوله ثم لمشايخهم، ولم يفتؤوا يعرضون بهم في كل آونة.

فمن يُصَدّق أنهم قد بلغوا من التقوى ما يرفضون معه أن يتألوا على الله بمنح صفة الشهيد لأحد؟ ولا أحسب أن ثمة جدوى في أن نذكرهم بحقيقة لسانيّة دلالية مفادها أن للكلام مقاصد غير المعنى الظاهر، وأن الألفاظ تكتسب دلالات مختلفة في سياقات مختلفة، وأن معنى الشهيد مثلا في الاستعمال السياسي العام غيره في المصطلح الشرعي الفقهي المحدد، وأن استعماله في الحالة الأولى لا يُقصَدُ به تخصيص مقاعد في جنة أو فردوس أعلى، ولكن إلى موقف متعاطف منحاز إلى جانب المظلوم.

لا جدوى من هذه التذكرة. ففي أمثالنا الشعبية: "فالج لا تعالج". فهم يعلمون ما نعلم ولكنهم يخاتلون. وإن كانت العقلانية والاعتدال هما ما يدعون، حسب تعريفهم، فليذهبا إلى الجحيم. وإذ نعلم أن مصيرهما هناك مع قوى الإجرام والإجحاف والإبادة، فإننا على يقين أننا لا نتألّى على الله قيد أملة!

أما أنظمة الاعتدال فإننا نعتقد أنها مدينة لحماس بالشكر والامتنان. فقد أطاحت بوصولها إلى الحكم عبر الانتخابات الحرة النزيهة بأجندة التحول الديمقراطي بالمنطقة التي كانوا منها يفرقون، كلما لوحت بها الولايات المتحدة، قبل أن تكتشف هذه أن العملية الديمقراطية بالمنطقة هي أسوأ ما يمكن أن يحدث لها ولحلفائها فاطّرحتها وراء ظهرها، وكفى الله تلك الأنظمة الديمقراطية.

في محصلة الأمر، فإن العدوان الإسرائيلي على غزة قد كشف حقيقة الصراع الدائر منذ حين في الفضاء السياسي العربي: إنه صراع المعاني، أو الصراع على استملاك أنظمة المعاني التي تشكل الوعي العام، وتوجه فهمنا للواقع وتأويلاتنا لما يجري فيه، وتعريفاتنا لوقائعه، وهذه بدورها تحدد أنماط استجاباتنا لمؤثرات الواقع وتحدياته. بل هي حملة منهجية منظمة ما زالت تجري منذ كامب ديفد المصريّة وازدادت استعارا ووقاحة منذ أوائل التسعينيات، وهدفها اغتيال نظم المعاني التحرريّة وتلويث مفرداتها وتبخيسها وتدنيسها وازدراؤها وتحريف معانيها وتلبيسها بمعان مرذولة، وكل ذلك بدعوى العقلانية والواقعية السياسية.

فإن لم يؤدّ ذلك إلى تخلّي الناس عن تلك المعاني التحررية بإطلاق وتبني نظام المعاني البديل الذي يروّجون له، فعلى الأقل يدفعون بعض الناس إلى موقف دفاعي اعتذاريّ، يترددون معه في استعمال تلك المعاني التحررية أو يتحفظون في استعمالها، تخوّفا من التباساتها المفروضة قصدا، وخشية أن يتهموا بأنهم ما زالوا أسرى للخطاب القومي الانفعالي القديم أو الاشتراكي الغارب أو الإسلامي المتطرف، أو الإرهابي القائم.

"
لا بأس في صحوة تقوى مفاجئة مؤقتة يوظف بها إعلاميو العار الدين لخدمة سياسات الاعتدال (الخنوع والتواطؤ). إنما المنهيّ عنه توظيف الدين لإذكاء روح المقاومة والجهاد ضد المحتل
"
حسب هذا الخطاب الذي يصف نفسه بالواقعية السياسية والعقلانية والاعتدال:

-

لا تقل "العدوان الإسرائيلي" و"المشروع الصهيوني" الإحلالي الاستيطاني الاستعماري التوسعي، ولا تتحدث في المقابل عن اغتصاب الوطن الفلسطيني عام 1948، وعن حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه، ولو من الناحية المبدئية، لأن هذا كله يحيل إلى الخطاب العاطفي الانفعالي "القومجيّ" البائد الذي عفا عليه الزمن وتجاوزته الظروف، ولكن قل "إسرائيل" وحسب، ودون مزدوجتين.
-

لا تقل "عرب" و"عروبة" و"وطن عربي"، وأقبح من ذلك أن تقول: قوميّة. فإن هذا كله يحيل إلى التجارب "القومجيّة" (لاحظوا الجيم المقحمة هنا للتبخيس والتدنيس)، الفاشلة، وخطابها العاطفي الغرائزي الفجّ، ونظمها البوليسية القمعية التي انتهت بنا إلى الهزائم والكوارث. ولكن قل منطقة الشرق الأوسط وحسب، التي تشمل أقطارا ناطقة بالعربية (ولكنها لا تشكل أمة) وأقطارا أخرى غير عربية، وفي مركزها إسرائيل.
-

لا تقل "إسلاميّ"، إلا لتحيل إلى التطرف والإرهاب والتخلف، وتوظيف الدين لأغراض سياسية. والمفردة الأصوب: "إسلامويّ"، تبخيسا وازدراء. ولن يمنع هذا إعلاميي العار من أن يتناسوا هذا التوجيه الذي يدين توظيف الدين لأغراض سياسية، ليستدعوا بأنفسهم فتاوى تحرم الجهاد ضد الاحتلال بغير إذن ولي الأمر (!!)، وتحرم استعمال صفة الشهيد لضحايا الاحتلال، وتحرم صور الاحتجاج الشعبي بدعوى أنها تصرف عن ذكر الله وتفضي إلى الفتنة، وتحرم العمليات الاستشهادية بدعوى أنها عين الانتحار المحرّم. لا بأس في صحوة تقوى مفاجئة مؤقتة يوظف بها إعلاميو العار الدين لخدمة سياسات الاعتدال (الخنوع والتواطؤ). إنما المنهيّ عنه توظيف الدين لإذكاء روح المقاومة والجهاد ضد المحتل.
-

وفي إطار تلويث معاني العروبة والإسلام، لا تقل: مقاومة وجهاد وعمليات استشهادية. فهذه مفاهيم ملوثة بالإرهاب والتطرف ومجافاة الواقعّية السياسية التي يفرضها الظرف. وهي ضد "الاعتدال".
(أما تعريف الاعتدال هنا فيوضحه السياق، إذ ليس أكثر من الانصياع للبرنامج الأميركي الصهيوني في المنطقة).

-

لا تقل "إمبرياليّة" في وصف الولايات المتحدة فإن هذا يحيل إلى الخطاب اليساريّ الذي يفترض أنه انقضى مع انقضاء الاتحاد السوفياتي والثورة العالمية. (وكأنّ إمبريالية الولايات المتحدة مجرّد أسطورة متخيّلة صنعها الاتحاد السوفياتي في سياق الحرب الباردة. أما هذه الهيمنة الأميركية الدولية التي بدأت قبل نشوء الاتحاد السوفياتي، وأثناء وجوده وازدادت توحشا بعد انهياره، فلا تكفي لاستعمال صفة الإمبريالية).
-

لا تقل عدالة اجتماعيّة ولا دولة رعاية اجتماعية، فإن هذا يحيل من جديد إلى "الاشتراكية" المدنّسة، في مقابل الاقتصاد الحرّ المقدّس (الذي يوشك الآن أن يودي بالاقتصاد العالمي إلى الهاوية).
-

لا تفسّر ظاهرة الإرهاب والتطرّف تفسيرا يحيلها إلى المظالم الفاحشة التي اقترفتها وتقترفها الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الكبرى، فإن هذا التفسير يعني التبرير. ولكن اكتف بالتفسير الذي يردّ هذه الظاهرة إلى عوامل ذاتية ثقافية تتعلق بالنظم التربوية الدينيّة والخطاب الإسلاميّ بعامة، وإلى غياب مفاهيم التعدديّة وقبول الآخر. ولذا فإن معالجة ظاهرة التطرف والإرهاب تتمثل فقط في إشاعة ثقافة التعددية. فالصراع ليس أكثر من صراع ثقافي حضاريّ خالص. وإذ هو كذلك، فإن الذي يتحمل مسؤوليته الكاملة، ليس الغرب الليبرالي الديمقراطي التعدّدي، وإنما هو الثقافة العربية الإسلامية السائدة التي تحتكر "صناعة الموت".
"
لقد كشفت حرب غزة عن هذا الصراع الأخطر بين نظم المعاني التحررية ونظم المعاني الأميركية الصهيونية المتقنعة بدعاوى الواقعية والاعتدال
"
-

ويفضل كذلك ألاّ تكثر الحديث عن الاحتلال بوصفه أصل الداء وأسّ البلاء. (فهذا يستدعي في المقابل تسويغ المقاومة، ويصرف التهمة عن حماس ودورها في تنفيذ أجندة إيرانية سورية ضد محور الاعتدال العربي، لا ضد الاحتلال!). وفي المحصّلة يجب أن يصور الصراع، لا بكونه صراعا بين قوة الاحتلال والاغتصاب، والشعب المنكوب المقاوم، وإنما هو أقرب إلى أن يكون نزاعا سياسيا على حقوق مختلف عليها، بين شعبين اتفاقا على أنهما يعيشان على نفس الأرض!
-

نعم هذه بعض عناوين المعجم السياسي الليبرالي الأميركي الصهيوني الجديد في قلب الفضاء السياسي العربي، توظف له منابر إعلامية معروفة لا تسيء إلى الأمة العربية بأكثر من إساءتها لحكوماتها. فإن كانت بعض تلك الحكومات تتبرأ من هذه المعاني حقا، فإن عليها أن تتبرأ من هذه المنابر الإعلامية الصهيونية الناطقة بلسان عربي!
ونعم.. لقد كشفت حرب غزة عن هذا الصراع الأخطر بين نظم المعاني التحرريّة ونظم المعاني الأميركية الصهيونية المتقنّعة بدعاوى الواقعية والاعتدال.

وإذا كانت حرب غزة -في أحد وجوهها الأساسية– تعبيرا عن هذا الصراع، فإن الخاسر فيها –لا ريب- هو نظام المعاني الصهيونية الذي لم يحقق إلا الفضيحة والعار ولعنات الشعوب العربية التي خرجت إلى الشوارع لتجسّد إحياء المعاني التحررية التي تعرّضت لحملات التلويث والتدنيس والتبخيس عبر عقود.

على أن سكوت المدافع الإسرائيلية –مؤقتا– لا يعني سكوت أبواق الإعلام الصهيوني الناطق بالعربية، ولا حسم معركة المعاني المستمرة.

ولذا يتوجب على قوى التحرر العربي بكل أطيافها السياسية الإسلامية والقومية واليساريّة أن تستثمر هذا الظرف التاريخي لمحاصرة نظام المعاني الصهيوني الإمبريالي في خانة الدفاع والتبرير والاعتذار والتصاغر والتخفي والتخاجل الذي يليق بخطاب العار والتخاذل.

وهذا يقتضي من قوى التحرر العربي أن تتجاوز اختلافاتها الأيديولوجية لتلتقي وتعمل في مساحة واحدة وجبهة واحدة حسب القسمة الجديدة التي تفرضها ضرورات الواقع: جبهة المعاني التحرريّة وخطاب المقاومة، في مقابل الخطاب الصهيوني والأميركي الناطق بالعربية. ذلك أن الخصم واحد، والتناقض الرئيسي معه أولا وآخرا. أما الاختلافات الأيديولوجية فينبغي أن تتحوّل إلى تدافع بناء في استباق الخبرات ومواجهة العدو الواحد. وفي الوقت نفسه، فإن العملية الديمقراطية وصناديق الاقتراع هي الأسلوب المنظم الوحيد لتنظيم التدافع السياسي بين الاتجاهات المختلفة على نحو بناء، يجعل كل اتجاه شريكا في الرقابة والعمل السياسي سواء أكان في الحكم أم المعارضة.

وهذا يقتضي من جانب آخر، أن يعمل الجميع على استعادة نظم المعاني التحررية النهضوية ممن خطفوها وأساؤوا إليها في التجارب الماضية العمليّة، فقدموا بذلك المادة التي يتذرع بها سدنة المعاني الصهيونية الأميركية لاغتيال نظم المعاني التحررية.

يجب أن تحرر المعاني القومية التحررية من إرث الممارسات القمعية والدكتاتورية (والفاشية أحيانا)، ويجب أن تحرر المعاني الإسلامية ومعاني الجهاد والمقاومة من ملابسات التطرف والإرهاب والعنف العشوائي ورفض معاني التعددية والاختلاف، ويجب أن نحرر معاني العدالة الإجتماعية من إرث النظم الشمولية القمعية والبيروقراطية.

بل يجب كذلك أن نحرر المعاني الليبرالية القويمة ممن اختطفوها ليجعلوها مرادفة للإذعان، ويوظفوها في خدمة الإملاءات الأميركية، ويضعوها في جبهة معادية لكل معاني الجهاد والمقاومة والعدالة والنهوض، ثم لم يلبثوا أن أثبتوا نفاقهم الفاضح فلم يخجلوا من التنكر لها كلما حملت خصومهم إلى مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني عبر صناديق الاقتراع، فإذا كانت الليبرالية تعني الاحتكام إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع، فقد علموا أنهم الخاسر الأكبر، وأن الشعب الذي خرج إلى الشوارع كان يحتج على أمثالهم بقدر احتجاجه على العدو الصهيوني!

كما يجب على قوى التحرر العربي أن تحيي من جديد التعريف الحقيقي لطبيعة المشروع الصهيوني، من حيث هو مشروع استعماري إحلالي استيطاني ينتظم في المشروع الاستعماري الإمبريالي الموجه ضد الأمة العربية بجملتها ومشروع نهوضها وتحررها من التبعية. فإذا كان كذلك، فإن الاستجابة ينبغي أن تتحدّد وفقا لطبيعة التحدي، فينتظم مشروع التحرير في مشروع النهوض العربي الإسلامي، ولا تنفصل قضية فلسطين عن عمقها العربي، ولا ينعزل هدف التحرير عن هدف التغيير بالضرورة التي يفرضها التحدي. وإن أحد أهم الأسباب في التراجعات العربية والفلسطينية هو الإخفاق في تجسيد هذه العلاقة الشرطية المتبادلة في إستراتيجية فاعلة، لأسباب كثيرة خارجية وداخلية لا مجال لاستعراضها هنا.

وأخيرا فإن على قوى التحرر العربي أن تستفيد من هذا المفصل التاريخي الذي هبّ فيه أحرار العالم كله ضد الجرائم الصهيونية، لتمد أيديها إليهم في جبهة عالمية جديدة منحازة إلى الحق، بغض النظر عن عرق أصحابه أو دينهم.

فكما أن الشرق العربي والإسلامي ليس ماهيّة واحدة متجانسة، فإن الغرب كذلك. وأزمة الرأسمالية المتوحشة الحالية تدفع في اتجاهات جديدة، تبحث عن صيغة متوازنة تجمع بين الديمقراطية الليبرالية السياسية، والديمقراطية الاجتماعية (أو العدالة الاجتماعية) بحيث لا يجني أحدهما على الآخر.

كلمة إلى الرئيس عباس

"
كيف رضيت أن يعلن أولمرت عقب العدوان أنه أضعف قبضة حماس في غزة لصالحك, ثم لم نسمع منك رفضا احتجاجا؟!
"
كيف رضيت أن يستدرجك العدو الإسرائيلي إلى موقع تبدو فيه وكأنك تقدم خصومتك مع حماس على عداوتك المفترضة مع العدو الذي اغتصب واحتل وطنك وشرّد شعبك وارتكب في حقه أبشع الجرائم؟

كيف رضيت أن تجرّ إلى قسمة جديدة مفتعلة, فبدلا من أن تكون بين الاحتلال والاغتصاب من جهة, والشعب المنكوب بالاحتلال ومقاومته المشروعة من جهة أخرى, تصيرُ قسمةً بين قوى الاعتدال والسلام التي تجمعك في مركب واحد مع عدو شعبك ومغتصب وطنك إضافة إلى ما يوصف بمحور الاعتدال العربي من جهة, وبين المقاومة وقوى التحرر العربي ومعها جماهير أمتك العربية من جهة أخرى؟

كيف رضيت أن يتخفى العدو الإسرائيلي والجهات الإقليمية المتواطئة معه والولايات المتحدة وراء ظهرك لتبرير العدوان, معلنين بشكل واضح مريح أنهم جميعا يقفون وراء شرعية السلطة التي أنت على رأسها وأنهم يتقاطعون معك في العدوان على غزة وشعبها, شعبِك؟

كيف رضيت أن يعلن أولمرت عقب العدوان أنه أضعف قبضة حماس في غزة لصالحك, ثم لم نسمع منك رفضا احتجاجا؟!

كيف رضيت أن تساهم أنت وأعوانك في تقديم غطاء سياسي للعدو والعدوان من خلال التحريض المستمر على حماس بوصفها عصابات خارجة عن القانون, أو بالربط بينها وبين القاعدة, أو بوصفها بالإمارة الإسلامية الظلامية, أو بوصف المقاومة بأنها عبثية وانتحار ووصفة لإفناء الشعب, أو بتصوير المقاومة بأنها أداة إيرانية لأجندةٍ إيرانية تستهدفك وتستهدف محور الاعتدال العربي من خلال استهدافها لإسرائيل, أو بالإيهام بأن حماس وصواريخها هي التي افتعلت الحرب واستفزت إسرائيل لردَة الفعل؟!

كيف رضيت -قبل ذلك- أن يشاهدك العالم عبر شاشات التلفاز مع أولمرت وهو يؤنبك لأنه لا يليق برجل السلام -الذي هو أنت- أن يلتقي سمير قنطار في لبنان, ثم لم يكن منك إلا هز الرأس مطأطئا نحو الأرض مع ابتسامة باهتة خجول؟! هل يليق هذا بكرامة شعبك وبكرامة الرئيس الذي يفترض أنه يمثّل شعبه؟!

وفي المحصلة: كيف رضيت أن تجهز إسرائيل على صورتك ومصداقية منهجك, حين كانت تهدم مباني غزة على رؤوس أهلها الأبرياء, وقبل ذلك حين أنكرت عليك استحقاقات العملية السلمية التي كان يمكن أن تدعم موقفك وموقعك؟!

نعم.. إسرائيل هي العدو الأوحد.. أيها الرئيس.. وإذْ أرادت أن تدمر المقاومة, فإنها لم تفعل أحسن من تدمير موقفك وموقعك.

ملاحظة: هذه الرسالة موجهة أيضا إلى قواعد فتح التي أطلقت شرارة النضال والكفاح المسلح, وقَدمت من التضحيات والشهداء ما ينبغي أن يكون إرثا هاديا مستمرا حتى تحرير فلسطين.

كلمة إلى حكومات الاعتدال

"
لا يفتأ الإعلام الموالي لكم أن يطعن في مصداقية حماس لأنها تتلقى المعونة من إيران, فهلا بادرتم إلى المعونة, وأنتم أحق بها وأولى؟
"
إن كنتم تخشون التمدد الإيراني في المنطقة حقا, فلماذا تحجمون عن التصريح الواضح بأن صديقتكم الولايات المتحدة هي التي مهدّت لإيران في العراق بغزوها واحتلالها له؟ ولماذا تقاعستم وتتقاعسون عن ملء الفراغات التي تبادر إيران إلى ملئها؟

إن كان التاريخ يعلمنا شيئا, فهو أن التصدي لعدو خارجي معتدٍ تجمعُ الأمة على عداوته, هو الذي يحسم موازين القوى في الجبهة الداخلية. فالطرف الذي يتخاذل أمام عدو الأمة يخسر معركته الداخلية أمام الفريق الذي يأخذ على عاتقه مهمة التصدي للعدو الخارجي ويحقق قدرا من الصمود والنجاح, حتى لو اختلطت عنده غايات المواجهة مع غايات السلطان والنفوذ.

فما كان بوسع عماد الدين زنكي وولده نور الدين أن يوحدا إمارات الشام تدريجا تحت سلطانهما, وأن يزيحا بذلك حكام الإمارات المحليين المتنازعين, لولا النجاح الذي حققاه في مواجهة الفرنج, بعد عصر طويل من الهزائم والتخاذل والتواطؤ والصراعات الداخلية المدمرة على الجانب الإسلامي, وذاك النجاح في المواجهة مع العدو الخارجي الغازي والمحتلّ هو الذي أدى إلى تحشّد الأمة حولهما شرطا لفوزهما في المعركة الداخلية.

وكذلك كان الحال مع صلاح الدين بعدهما. فما كان له أن يفلح في توحيد الشام ومصر إلاْ بالتعبئة المستمرة ضد العدو الخارجي. فكانت العلاقة بين التمكن في الجهة الداخليّة, والتمكن في الجبهة الخارجية علاقة شرطية متبادلة, بحيث يصبّ أحدهما في الآخر.

وفي المقابل كان سقوط الدولة الفاطمية وتفككها الداخلي نتيجة حتمية لعجزها عن صد الغزو الفرنجي إلى جانب عوامل داخلية أُخرى.

والآن ترون أن إيران تتوسّل دعم المقاومة والتصدي للمشروع الصهيوني الأميركي لتمكن لنفسها في الساحة الإقليمية على حسابكم.

لا بأس إذن. فلم لا تبادرون أنتم أولاّ إلى التصدي لعدو الأمة بما تملكون من أسباب القوة المتاحة, وهي موجودة وقائمة, لتقطعوا الطريق على إيران, وتملؤوا الفراغات التي تَرون أنها تتمدد فيها؟

وإن لم يكن في وسعكم أن تتصدّوا بالقوة العسكرية فلا أقل من الإرادة السياسية القوية الموحدة وأسباب القوة الاقتصادية والسياسية ودعم المقاومة, وفي أضعف الإيمان أن ترفضوا الانتظام في البرنامج الأميركي, وأن تقفوا على مسافات متساوية من الأطراف العربية الفلسطينية المحلية المتنازعة, لتتمكنوا من القيام بدوركم في رأب الصدع, وأن تحافظوا على خطاب سياسيّ يعتبر الكيان الصهيوني العدو الأول والنقيض الرئيس لمجمل أمتكم.

إذا كانت إيران تتمددّ في المنطقة, فإن مواقفكم السياسية هذه هي التي تمهد لها الطريق. ما زال الإعلام الموالي لكم يصيح في كل حين: إن حماس تتوجه بالأجندة السورية نظرا لوجود قيادتها في دمشق. وأي بأس في أن تكون في دمشق وهل رضيتم أن تحتضنوها في روحكم أولا إن كان وجودها في دمشق يزعجكم؟! ثم لا يفتأ الإعلام الموالي لكم أن يطعن في مصداقية حماس لأنها تتلقى المعونة من إيران, فهلا بادرتم الى المعونة, وأنتم أحق بها وأولى؟ أم أن الحال هو كما يقول المثل الشعبي: "لا أريد أن أرحمك, ولا أريد أن تأتيك الرحمة من غيري"! ولا يكون البديل المريح عن هذين الخيارين, إلا أن تزول حماس والمقاومة من المعادلة نهائيا!! ولكنها لا تزول. فأين تذهبون؟

وهنا نأتي إلى النصيحة الأخرى. فما زال الخطاب السياسي الإعلامي المعبّر عنكم, يتذرع بالواقعية السياسية. فليكن.. أليس من الواقعية أن تقروا بأن سوريا بلد عربي قائم وهام ولاعب رئيسي في المنطقة, وأنكم لن تستيقظوا في الصباح التالي لتجدوه مختفيا من الخريطة الجغراسياسية العربية وإلاقليمية.

وعليه, فبغض النظر عن خلافكم السياسي معه, أليس من الواقعية والمصلحة العربية المشتركة أن تفتحوا معه الخطوط وتنهوا هذه القطيعة ألتي أخرّت وما زالت تضر مصالح الأمة, وفيها مصالحكم؟

ألا يكمن جوهر السياسة الواقعية في تقدير المنافع والمفاسد وتقديم الأهم على المهّم ودفع الضرر الأكبر بالأصغر؟! كيف يدعونا الخطاب الإعلامي السياسي المحسوب عليكم إلى قبول إسرائيل باعتبارها أمرا واقعا, ثم يحض على القطيعة مع دولة عربية هامة كسوريا مهما تكن المعاذير والتعلات؟! وأين تقديم المصالح في المعيار الشرعي وفي معيار الواقعية السياسية معا؟!

ما لكم.. كيف تحكمون!

كلمة إلى حماس

"
اذكروا أيضا أنكم حركة مقاومة في المقام الأول, وأن المقاومة أهم من الحكم, ولا سيما في الوضع الفلسطيني الذي لا يمكن أن نتحدث فيه عن حكم حقيقي مستقل قبل إنجاز مشروع التحرير ودحر الاحتلال
"
إذا كان العدوان الصهيوني الوحشي قد أصاب من خصوم المقاومة أكثر مما أصابكم, وأثار ردود فعل شعبية عربية وعالمية تصبُّ في صالح القضية الفلسطينية وتيار المقاومة، وحشد لكم المزيد من التعاون والتأييد, فإننا نتوجه إليكم بنصيحة خالصة صريحة, وملخصها ألا تفضي بكم هذه النتائج إلى حالة من الشعور بالرضا الذاتي والاغترار الفئوي والاستغناء بالذات عن الآخرين, والانفراد بالموقف والرأي, ومن ثم التشدد في التعامل مع الأطراف الأخرى الفلسطينية والعربية, حتى تلك التي خذلتكم ووقفت على الطرف النقيض!!

نعم, أعني السلطة الفلسطينية أيضا, على الرغم من كل ما قلناه في موقفها. ومن جديد نذكر بمبدأ تقديم المنافع على المفاسد, ودفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر, وتقدير المصلحة العليا للشعب الفلسطيني والأمة العربية. وهو مبدأ شرعي, فضلا عن كونه مبدأ هاما في العمل السياسي.

فكما أننا نطالب أطراف "الاعتدال" بالتعالي على خلافاتها الأيديولوجية والسياسية معكم, والتعامل معكم باعتباركم واقعا لا سبيل إلى تجاهله وتهميشه, فإننا نطالبكم بتجاوز جراحاتكم والتعالي على مراراتكم, والتعامل مع معطيات الواقع بما يخدم الغايات العظمى.

فمهما يكن من مواقف السلطة وسلوكها, فإن المصالحة الفلسطينية غاية لا يمكن التضحية بها بغض النظر عن توزيع المسؤوليات في أصل الخصومة والتدابر والقطيعة التي حاول العدو الإسرائيلي ومن وراءه أن ينفذوا من خلالها.

ولا يعقل إطلاقا أن تتأبّد القطيعة لتصل بنا إلى كيانين مستقلين: واحد في غزة وآخر في الضفة, فتلك غاية العدو الإسرائيلي, وهي بمثابة اغتيال للقضية, بل أذهب إلى القول إن الوصول إلى هذا الوضع يعني أن تحقق إسرائيل سياسيا ما عجزت عن تحقيقه بالعدوان الهمجي على غزة. فنكون بذلك قد أودينا بأي نتائج سياسية إيجابية خرجتم بها من هذا الاختبار الكبير.

وكما لا يمكن واقعا تجاهلكم, لا يمكنكم واقعا تجاهل السلطة. اتركوا للشعب والأمة أن تحاكم سلوكها. وإذا كانت قد قدمت خصومتها معكم على خصومتها مع الاحتلال, فلا تنجروا إلى موقف شبيه. إذ تبقى مواجهة العدو الإسرائيلي هي الفيصل الذي تتكيف وفقه أيّ مواقف أخرى, ويبقى الاحتلال هو الضرر الأعظم الذي تدفع به الأضرار الأخرى.

واذكروا أن السلطة تنتمي بصورة رئيسية إلى ما هو أوسع وأهم وأعظم منها, "حركة فتح". ومع ذلك فإن من الخطأ الفادح المطابقة بين السلطة وفتح, وتجاهل أهمية فتح وتاريخها ودورها الرئيسي ماضيا وحاضرا نكاية في السلطة التي تنتمي إليها. إذ نعلم أن الفئة المحدودة في السلطة لم تعمل فقط على تهميش دوركم وإنما عملت أيضا على تهميش شطر هام من قواعد فتح الوطنية المخلصة التي نعتقد أنها ما زالت تفور بروح المقاومة.

فلا تغربوا هذه القواعد بقطع الخطوط والتفرد وتكريس القطيعة والتدابر وتجاهل الضرورات القصوى للمصالحة الوطنية, التي تقتضي منكم المرونة والسعة وتجاوز الروح الفئوية.

وإذا كان هذا يصحّ مع الخصوم السياسيين بحكم الضرورة, فإنه أجدر بالفصائل والقوى السياسية الأخرى ألتي وقفت معكم في خندق واحد أو التي لم تتورط -على الأقل- في الانحياز ضدكم أو ضد مبدأ المقاومة. فحقيقة أنكم الحركة الأكبر يجب ألا تغريكم إطلاقا بالتفرد دون الآخرين, أو تجاهل شراكتهم ودورهم أو تهميشهم فيما يأتي من العمل والنشاط السياسيين, الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انقسامات في جبهة المقاومة تطعن في مصداقية الجميع, وتعطي خصوم المقاومة الحجج التي يرغبون فيها.

واذكروا في هذا السياق أن حيّز المقاومة أوسع وأهم من أي فصيل عامل فيها مهما يكن حجمه وثقله, وأن الحركة وسيلة موظفة لفعل المقاومة وغاياتها، ولا يحسن توظيف فعل المقاومة وإنجازاتها لصالح تفرد فريق وتسلطه على القرار.

واذكروا كذلك أن معركة غزة لم تدر في غزة وحدها ولم تشترك فيها فصائل المقاومة المسلحة وحسب، بل دارت في مساحة الوطن العربي وامتدت إلى الساحة الشعبية العالمية. والجماهير العربية التي خرجت إلى الشوارع بمستوى غير مسبوق كانت شريكا رئيسيا في المعركة ونتائجها, وهي لم تقتصر على الإسلاميين وإنما شملت جميع أطياف القوى التحررية المستقلة وغير المستقلة التي التقت في ساحة المقاومة بغض النظر عن تقسيمات الدين والطائفة والأيديولوجيا والقطر.

وعليه ينبغي أن تتسع رؤيتكم على قدر هذه المساحة التي تسع أحرار الوطن العربي وأحرار العالم أيضا. واذكروا أيضا أنكم حركة مقاومة في المقام الأول, وأن المقاومة أهم من الحكم, ولا سيما في الوضع الفلسطيني, الذي لا يمكن أن نتحدث فيه عن حكم حقيقي مستقل قبل إنجاز مشروع التحرير ودحر الاحتلال. ترتيب الأولويات وموازنة المنافع والمفاسد, والاستهداء بالغايات والمآلات، هذه هي القواعد الهادية، كيلا تأسوا على ما فاتكم, ولا تفرحوا بما آتاكم.

وأخيرا, كما نطالب دول "الاعتدال" بأن تعيد النظر في مواقفها منكم, إن لم يكن بالاعتبارات المبدئية, فبالاعتبارات الواقعية, فإننا نطالبكم ألا تنجروا إلى معارك جانبية وألا تحرقوا المراكب مع أي قوة إقليمية عربية. فإن سامَكم أحد خطة فيها صلة الرحم والمصلحة, فأنتم أحق بها وأهلها. والسلام.
ـــــــــــــ
كاتب التغريبة الفلسطينية





المصدر: الجزيرة

2009/12/20

يا علماء الامة ما هو عملكم ..............




يا علماء الامة ما هو عملكم ..............

ما هو المطلوب من علماء الامة .................

· يا علماء الامة

العمل على تحريم كل ما يستغني عنه المسلم من المنتجات للدول الغربية وتشجيع المقاطعة بفتوى وليس بردة فعل بل بعمل دؤوب وتذكير وتاكيد دائم ومن لم يفعل من العوام فهو اثم .

· يا علماء الامة

ما هو حكم مد الغرب بالبترول في وقت الحرب على الاقل علما انه اهم عنصر القوة لدى الامة .

· يا علماء الامة

ما هو حكم من لم يستعمل عناصر القوة لدى الامة في وقت حاجتها له .

· يا علماء الامة

الا يجب ان تسمى الامور باسمائها على اقله فى وقت الشدائد حتى تعرف الامة عدوها ومخذلها على سبيل المثال لم نسمع فتوى شرعية بوجوب فتح معبر رفح بالقوة اذا توجب ذلك ومن يقتل دون ذلك فهو شهيد وبالمقابل لم يكن اي فتوى او حكم شرعي على ما فعلته مصر اثناء العدوان على غزة .

· يا علماء الامة

التهديد باعلان اضراب عام تدريجي وتصاعدي ساعة فيوم فاسبوع فاضراب مفتوح يؤدي الى عصيان مدني للضغط على اي حاكم يخرج على ما يجب ان يفعل او يقوم به ومن لم يفعل ذلك من العوام فهو اثم ومدبر غير مقبل في وقت حاجة الامة له وما حكمه .

· يا علماء الامة

ما هو حكم التعامل مع المنظمات الدولية الواضح انحيازها وظلمها او ليس بالاستمرار بالتعامل معها يعطيها شرعية الا يجب ان يكون هناك فتوى شرعية بحرمة التعامل مع هذة المنظمات لرفع الغطاء عن شرعيتها وبالتالي رفع الشرعية عن من يعتقد انه فعل مايجب علية فعله بمعنى عندما نطالب الحاكم اعمل على فعل شيء فيقول انني اخذت قرار من مجلس الامن او استنكرت لدى الامم المتحدة .

· يا علماء الامة

ما حكم من لا يعمل على اعداد القوة وتقوية شوكة الامة لا بل يعمل على اضعافها في كل المجالات بالتالي تذهب الامة الى الهلاك والضعف والهوان والذل وفى النهاية يذهب الحاكم ويورث الضعف والهوان للامة.

· يا علماء الامة

لم نسمع فتوى ببيع الغاز المصري بارخص الاسعار الى اكبر عدو للامة فتوى تكون بحق اي مسلم يعلم ان ما يقوم به يخدم عدو الامة من اصغر موظف الى حاكم الدولة .

· يا علماء الامة

لم نسمع فتوى وحكم محاصرة غزة من جهة مصر فتوى تبدا من اصغر عسكري يقف على معبر رفح الى اكبر ضابط او مسؤول يامر بذلك اليس هذا طاعة مخلوق في معصية الخالق الا يستحق فتوى بوجوب المساعدة السرية او التهريب اذا امكن واذا فعل هذا فذلك اضعف الايمان وله اجر على الاقل للعسكري البسيط على معبر رفح .

· يا علماء الامة

العمل بمنهاج وتخطيط وليس بردة فعل.

· يا علماء الامة

ما هو الحكم الشرعي في حالة ان الحاكم خرج عن الشرع والدين هل له طاعة اليس في الخروج علية او على الاقل عصيان امره واجب شرعي الا يريد هذا فتوى شرعية واذا لم تكن الان فمتى .

· يا علماء الامة

كيف سيتغير الحاكم او على الاقل فعله اذا لم يجد ضغط من العلماء والعوام على حدا سواء.

· يا علماء الامة

ما هو الفعل الذي قام به العلماء واتى بالفائدة والنفع في معركة غزة ؟ كان مثلهم مثل اي منظمة او مؤسسة مدنية او شعبية بل اكثر من ذلك لقد قامت بعض المؤسسات الحقوقية في اوطانها بتجيش وتعبئة العامة باعداد اكبر وافعل مما قام به المسلمون وذلك لانه لا يوجد حكم شرعي بحق من خرج وبحق من لم يخرج من خرج له الاجر ومن لم يخرج علية وزر .

· يا علماء الامة

لم نسمع فتوى تقول بان المجاهدين في سبيل الله هم صفوة الخلق بعد الانبياء والمرسلين والشهداء خصهم الله بذلك وعلى كل مسلم ان يعمل على ان يكون منهم ومن يستطع ان يكون منهم ولم يفعل فهو اثم . الا يريد هذا فتوى لكننا سمعنا فتوى تثبط العزائم وهي قائمة على أساس تقسيم البلدان أي تقسيمات (مستر سايكس) ( ومسيو بيكو).

· يا علماء الامة

نتوسل اليكم بحكم شرعي بحق الاعلام والاعلاميين وانه لايوجد شيء اسمه " اعلام محايد " عندما تكون المعركة مع عدو الامة وان الاعلام والاعلاميين هم جند اما ان يكونوا من جنود الامة او من اعدائها وهم بالتالي يخونوها.

· يا علماء الامة

لماذا لا يكون فتوى شرعية واضحة وصريحة بوجوب ادخال السلاح الى غزة ويكفي ان تلاقوا الله بهذه الفتوى.

· يا علماء الامة

الجميع يعلم ان القسم الاكبر من الحكومات العربية يعمل الان على ابتزاز المقاومة الاسلامية والمجاهدين في غزة معتقديين انه يمكن ان يحصلوا عن طريق المال ما لم تحصل عليه الدولة العبرية بالحرب الا يتوجب هذا فتوى من العلماء للامة والشعوب والمؤسسات الاسلامية والعربية بان يتبرعوا مباشرة الى اهل غزة عن طريق منظمات ومؤسسات خاصة معروفة وثقة وهي كثيرة وهذا من" باب من جهز غازيا فقد غزا و من خلف غازيا في اهله فقد غزا " ومن باب " انا وكافل اليتيم في الجنة " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا نكون اغلقنا الباب امام ابتزاز مجاهدو الامة وهم صفوتها.

· يا علماء الامة

الا يجب على عالم الدين ان ياخذ زمام المبادرة ويقود الامة اذا عز القائد اذ انتم المأتمنين على الدين والامة او على الاقل ان يدعموا من يصلح لذلك

· هذا كله يجب ان يكون من علماء غير محسوبين على اي حزب او تيار ديني وتكون لهم قاعدة شعبية واسعة

المهندس / أشرف توفيق تاريخ الكتابة (خلال حرب غزة ) 24-01-2009

من الذي تحمل العبىء الاكبر من الصراع الاسلامي مع العدو الصهيوني




من الذي تحمل العبىء الاكبر من الصراع الاسلامي مع العدو الصهيوني


(الفلسطيني اللبناني) من جهة والصهيوني من جهة اخرى
يجب أن يسمى الصراع (الفلسطيني اللبناني) من جهة والصهيوني من جهة اخرى هذا إذا اردنا أن نعدل أما ماعانته الشعوب العربية الاخرى فهو لا يضاهى بما عاناه الشعبين الفلسطيني واللبناني من هذا الصراع هذا إذا أردنا أن نسميه بغير إسمه الحقيقي وهو الصراع الاسلامي الصهيوني .

لنرى ، منذُ سنة 1958 وعندما بدأت القوى الوطنية في لبنان تأخذ لبنان من الذين كانوا يريدون أن ينظموا الى حلف بغداد وقتها ، في فترة الحقبة الناصرية كما يحب أن يسميها البعض ومعلوم للجميع ما هو حلف بغداد حينها بدأت العافية الوطنية تعود الى لبنان وبدأت القوى الوطنية في لبنان تستعيد زمام المبادرة .

وأنطلقت الثورة الفلسطينية الثانية عام 1965 بعد " الثورة الاولى الكبرى عام 1936 حتى 1939" وأتت ثورة 1965 وانطلق العمل العسكري من جبهة الاردن لتحرير الأراضي التي أُحتلت عام 1948 وإذا بنا سنة 1967 تُحتل باقي فلسطين الضفة الغربية وغزة وأجزاء من الدول العربية الاخرى مصر وسوريا . وبقي العمل العسكري على ساحة الاردن حتى عام 1971 الى أن ضاق الاردن ذرعاً "بمنظمة التحرير الفلسطينية" وجاءت أحداث أيلول والذي عُرف " بأيلول الأسود " وخرجت القوى الفلسطينية من الاردن الى لبنان أي بقيت المنظمات الفلسطينية في الاردن 6 سنوات فقط وبدأ مسلسل تحمل لبنان الجزء الأكبر من الصراع الذي سمي فيما بعد بالصراع العربي الأسرائيلي .

وفي المسرحية التي عُُرضت في الرباط في مؤتمر القمة العربية السابع المنعقد في الرباط في أيلول سنة 1974 أُعلن الاعتراف الصريح بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للفلسطينيين أينما كانوا وتبع ذلك صدور اعتراف دولي شبه شامل بالشيء ذاته بعد أيام معدودة حين أقرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة أيضاً بالمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للفلسطينيين وحينها فقط أصبحت غزة والضفة مسؤولية الفلسطينين وتنصلت مصر والاردن من التزاماتهما تجاه القضية الفلسطينية بحجة ان لها ممثل شرعي ووحيد وهو المسؤول عن القضية بأكملها .

وفي سنة 1978 إحتُل جنوب لبنان على اثار عمليات وصواريخ المقاومة الفلسطينية وتحمل لبنان كل تبِعات هذا الإحتلال وفي صيف 1982 إحتُل لبنان بأكمله ولم يتدخل أي جيش عربي بأستثناء الجيش السوري ، وخرجت فتح من لبنان الى تونس ولا أقول هنا المقاومة الفلسطينية وبقيت المنظمات والقوى الاخرى وبقي لبنان يقاوم ويعاني مرارة الإحتلال حتى عام 2000 حتى جاء النصر الأول وأتت مبشرات النصر الكامل في تموز عام 2006 وما زال الصراع قائماً .

وبحسبة بسيطة من عام 1965 الى عام 2006 ندرك أن لبنان تحمل 41 سنة من تبعات الصراع " العربي الإسرائيلي" وما زال حتى الان .

هذا خارج فلسطين أما داخلها فهم الفلسطينين وحدهم هذا يعني أن الصراع سمي زوراً بالصراع "العربي الأسرائيلي" لكن يجب أن يسمى الصراع (الفلسطيني اللبناني) من جهة والصهيوني من جهة اخرى هذا إذا اردنا أن نعدل أما ماعانته الشعوب العربية الاخرى فهو لا يضاهى بما عاناه الشعبين الفلسطيني واللبناني من هذا الصراع هذا إذا أردنا أن نسميه بغير إسمه الحقيقي وهو الصراع " الاسلامي الصهيوني ".



المهندس أشرف توفيق 14-2-2009

التذكير الدائم والتمنين بأن مصر حاربت عن العرب والفلسطينيين




التذكير الدائم والتمنين بأن مصر حاربت عن العرب والفلسطينيين

وأنها قامت بما عليها من واجب ما مدى صحة هذا الادعاء .....؟

يُطالعنا يومياً على شاشات التلفاز سياسيين ومثقفين مصريين ويبرِزون لنا عضلاتهم ويحدِثونا عن بطولات مصر في كل المجالات في وعلى كل الأصعدة وخصوصاً الحروب التي خاضوها عن فلسطين والفلسطينيين وعن العرب والامة وكلما سأل سائل عن مصر يأتيك الرد سريعاً بأن مصر خاضت كل الحروب عن الامة وفعلت ما عليها ، وهنا بكل حُب للمعرفة أسأل سؤال من يُريد أن يعرف أين حاربت مصر عن الفلسطينيين منذُ النكبةُ الاولى سنة 1948 الى يومنا هذا .

لنعود الى البداية سنة 1948 اعلنت دولة اسرائيل المزعومة قيامها وكُلنا يعلم قصة الفيلم العربي " الهندي " القديم الذي مثلته الجيوش العربية السبعة والتي علا فيها فقط ذِكر الجيش الاردني والجيش العراقي في ذلك الوقت وفاحت رائحة الأسلحة الفاسدة من مصر في ذلك الحين والتي خاض فيها الكثير من المؤرخيين ومدى صحتها والتي جاء على اثرِها ثورة الضُباط الأحرار عام 1952 والتي أتت لتحارب الفساد الذي كان في عهد الملك فاروق واتى عام 1956 والعدوان الثلاثي على أثر تأميم قناة السويس والذي نشب دفاعاً عن مصر وليس عن فلسطين ، ثم أطلت علينا نكسة 1967 والتي ما زلنا حتى الان مختلفين على تسميتها أهي نكسة أم نكبة أم هزيمة متناسين أن أسبابها كان الفساد نفسه الذي قامت ثورة الضباط الأحرار سنة 1952 لتقومه واذا بها غارِقة فيه الى الأذقان .

وأعود الى سنة 1967 وهذا هو التاريخ الأهم بالنسبة الى موضوعنا ألا وان حتى تاريخ أيلول/1974م كنت غزة جزء من مصر والضفة الغربية جزء من الاردن حتى شهر أيلول /1974م حين أعلن مؤتمر القمة العربية السابع المنعقد في الرباط اعترافه الصريح بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للفلسطينيين أينما كانوا وتبع ذلك صدور اعتراف دولي شبه شامل بالشيء ذاته بعد أيام معدودة حين أقرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة أيضاً بالمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للفلسطينيين وحينها فقط أصبحت غزة والضفة مسؤولية الفلسطينين هذا يعني أن مصر يومها حاربت من أجل مصر هذا اذا كانت قد حاربت أصلاً وكيف حاربت وقد سقطت سيناء بكاملها خلال 6 ساعات .

هذا يعني أن مصر حاربت من أجل مصر وليس عن الفلسطينيين والأهم من هذا أن مصر أعادت غزة الى منظمة التحرير الفلسطينية وقد كانت محتلة ، وكذلك فعلت الاردن في الضفة علماً أن الجيش الاردني يومها أستبسل وعلا ذكره .

ونأتي الى سنة عام 1973 وحرب العاشر من رمضان فقد حارب المصريون في سيناء دفاعاً عن مصر وأعادوا عشرة كيلومترات فقط بالحرب علما أن الجيش السوري شارك في هذه الحرب من جبهة الجولان والذي تفاجىء في وقف إطلاق النار من جهة مصر دون علم مسبق من القيادة المصرية والتي قالت يومها أنها تفاجئت بسرعة التقدم ولم تكن تتوقع هذا النصر ولم تعمل حساب للدعم اللوجستي للجيش طبعاً هذا غير مُقنع ، وأيضاً شارك في هذه الحرب منظمة التحرير ، وأيضاً شارك في هذه الحرب دول الخليج وخصوصاً السعودية وذلك بقطع البترول عن الدول الغربية ولم يأتي أحد على ذكر هذا ولكن فقط مصر فعلت وفعلت وكأنها فعلت وحدها وحتى إذا أتى ذكر الاخرون في هذه الحرب يأتيك خجولاً وليس واضحاً، ومعلوم كيف اعادت مصر باقي الارض المصرية المحتلة سنة 1967 بإتفاقية " كامب ديفيد " وما أدراك ما "كامب ديفيد " . الذي تنازلت فيه مصر عن كل شيىء وأعني فعلاً كل شيىء مقابل عودة سيناء وخرجت مصر تماماً من دائرة الضوء ومن دائرة الصراع الاسلامي الاسرائيلي وعزلت نفسها عن الامة وما ان عادت الى دائرة الضوء من جديد حتى عادت تلعب دور الوسيط بين العرب واسرائيل وتسحبهم واحِداً واحد الى اتفاقيات منفردة ومذلة مع العدو الاسرائيلي .

وأتى عام 1978 وحرب العدو الاسرائيلي على لبنان واحتُل جنوب لبنان ولم تحرك مصر لا ساكناً ولا جيشاً علماً أن هذه الحرب كانت قبل إتفاقية "كامب ديفيد " وأتى صيف 1982 اللاهب على لبنان واحتُل لبنان بأكمله وأيضاً وقفت مصر موقف المتفرج بحجة الاتفاقيات المبرمة بينها وبين العدو الاسرائيلي ومن الجدير بالذكر أن الجيش السوري إستبسل في هذه الحرب وفي عام 1993 شاركت مصر في "الغزو الصليبي" للعراق وما كدنا أن ننسى تلك الفاجعة وإذا بحرب عام 2006 على لبنان والجميع يعلم موقف مصر فيها ومنها ثم تكللت إنجازات مصر العظيمة في عام 2008-2009 والذي أتى بحرب غزة وما أدراك ما غزة التي رفعت لواء النصر مع أنها كانت تحارب العالم أجمع ممثلاً بالعدو الاسرائيلي ومحاصرة من مصر من الخلف ولكنها إنتصرت نعم إنتصرت .

هنا ببراءة من يريد أن يعرف ويفهم أسأل أين فعلت مصر الافاعيل والأمجاد التي ما أنفكوا يذكروننا بها ويتفاخرون بها ومتى حاربت وحدها عن الامة وها أنا ذا قد سردت كل الحروب التي خاضها العرب ضد اسرائيل هل وجدتم فيها واحِدة قامت بها مصر لوحدها عن الامة ، ولكن ثبت لدي شييء اخر أن لدى القوم مفهوم اخر عن "العروبة والقومية " غير الذي نفهم ، هذا إذا أحسنا الظن .
والسلام


المهندس أشرف توفيق / 17-12-2009

الســهل المُمتع في الســـهل المُمـــتنع




السَهَلِ المُمتِع في السَهَلِ المُمتنِع
مقدمة : -
بسم الله والحمد لله الذي خلق كل شيئاً فأحسن خلقه الحمد لله الذي أتقن كُل صنعةً فأبدع الحمد لله الذي قدّر فهدى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الذي أُرسِل رحمة للعالمين وهُدى ، وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين وعنا معهم بإحسان الى يوم الدين يا رب العالمين آمين وبعد ....

منذُ أصبح حِفظ القرآن الكريم مبتغى وحلمُ كل مسلم وبعد عدة محاولات لحِفظ ما تيسر من القرآن الكريم والتي بائت جُلها بالفشل نتيجة الملل من الطريقة بسبب الجلوس لفترات طويلة منفرداً وجلسات طويلة مع المُقرىء حيث أن ذلك يحتاج الى إرادة وعزيمة كبيرتين ولهذه الأسباب وغيرها كان هدفي منذُ فترة طويلة الوصول الى طريقة سهلة واسلوب سهل لحفظ القرآن الكريم مع التبصر بمعانيه وإتقان احكامه دون التعب والملل من الفترات الطويلة التي يحتاجها ذلك ثم فتح الله علي بهذه الطريقة والتي أسأل الله أن تكون مفيدة للأُمة وأن تحقق مبتغى من يصبو الى أن يكون من هؤلاء الذين يشار اليهم بالبنان .

- إذا كنت تطمح الى أن تكون من تلك الشجرة الشريفه والتي لم تحصّلها بالنسب فيمكن لك أن تحصّلها بأن تكون أحد حفظة القرآن الكريم بإحدى الروايات العشر عن حبيبنا محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وبذلك فقط يصبح لك أصلٌ تصل جذوره الى أصل الإسلام الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

- شروط نجاح هذه الطريقة .
يجب أن يتوفر لهذه الطريقة بعض العناصر المهمة والتي من أهمها :-
1- النية والعزم من المتلقي .
2- إمام حافظ جميل الصوت يجيد الأحََكام بدون تكلّف في القراءة وأن يكون الإمام ملتزم بمسجد واحد وإذا كان هناك أكثر من إمام يجب التنسيق بينهم .
3- صبرٌ قليل دون كثير جهد من المتلقي أو مِن مَن يريد الحفظ .
- شرح كيفية الطريقة :
يبدء العمل بهذه الطريقة بعد الإتفاق بين الإمام والمصلين على عدد معين من الآيات أو الصفحات ( يمكن أيضاً عمل جدول لكل سورة من القرآن الكريم ويعلق في المسجد كما سنأتي على ذكره لاحقاً بأذن الله ) ولتكن عدد الصفحات صفحتان يقوم المتلقي بقرأتها عدد معين من المرات ولتكن من 3 الى 5 مرات قبل يوم ثم يقوم الإمام بتلاوة الصفحتين في صلاة الفجر فتصبح أقرب الى المتلقي أو المصلي ثم يقرأها المتلقي بعد الصلاة عدد معين من المرات ولتكن 3 مرات مع الإنتباه الى الأحكام التي لم يكن يُدركها أو كانت غائبة عنه ، ثم يصلي المتلقي بالصفحة الاولى على مرتين في صلاة الظهر أي نصف صفحة في الركعة الأُولى ونصف صفحة في الركعة الثانية من صلاة الظُهر ، ( ثم يكُن له أن يقرأء الصفحة الأولى بعد الصلاة حاضراً ) ،
ثم يصلي المتلقي بالصفحة الثانية في صلاة العصر نصف صفحة في الركعة الأُولى ونصف صفحة في الركعة الثانية من الصلاة (ثم يكُن له أن يقرأء الصفحة الأولى بعد الصلاة حاضراً ) ، ثم يصلي الإمام بصفحة واحدة من الصفحتين في صلاة المغرب نصف في الركعة الأولى ونصف في الركعة الثانية فيسمعها المتلقي بأحكامها ، ثم يصلي الإمام بالصفحة الثانية أو الصفحتين في صلاة العشاء وبذلك يكون المتلقي سمع تلاوة الصفحتان ثلاث مرات بأحكامها المتقنة ، ثم يقرأها المتلقي مرة أو مرتين بعد صلاة العشاء وبذلك تصبح الصفحتان قريبة جداً الى الحفظ أذا لم تكن قد حُفظت بالفعل ، ويعتمد عدد المرات التي يجب على المتلقي أن يقرأها على قدرته على الحِفظ .

وعلى هذا يمكن أن تُعاد هذه العملية في اليوم التالي اذا أحتاج الأمرثم صفحتين جديدتين مِثال (1 و 2 ثم 3و4 ثم 5و6 ثم 7و8 ثم 9و10 ثم 11و12 ثم 13و14) . وهكذا الى أن ينتهي من السورة المجدولة سابقاً فمثلاً سورة يس ( قلب القرآن) والتي هي ستة صفحات تحتاج بهذه الطريقة الى ثلاثة أيام على أبعد تقديرهذا أذا قرأ يومياً صفحتان أما أذا قرأ يوم وأعاد القراءة في اليوم التالي فيحتاج الى ستة أيام بأذن الله . وسورة يوسف والتي هي أربعة عشرة صفحة تحتاج الى سبعة أيام أما أذا قرأ يوم وأعاد القراءة في اليوم التالي فيحتاج الى أربعة عشر يوماً بأذن الله .
أويمكن أن يقرأ الإمام بالصفحة الثانية التي قرأها في اليوم الأول وصفحة جديدة مِثال (1 و 2 ثم 2و3 ثم 3و4 ثم 4و5 ثم 5و6 ثم 6و7 ثم 7و8 ثم 8و9 ثم 9و10 ثم 10 و11ثم 11و12 ثم 12و13 ثم 13و 14 ) . وهكذا الى أن ينتهي من السورة المجدولة سابقاً فمثلاً سورة يس والتي هي ستة صفحات تحتاج بهذه الطريقة الى ستة أو سبعة أيام على أبعد تقديربأذن الله . وسورة يوسف والتي هي أربعة عشرة صفحة تحتاج الى سبعة أيام أما أذا قرأ يوم وأعاد القراءة في اليوم التالي فيحتاج الى ثلاثة عشر يوماً بأذن الله .
ملاحظة :- من الأفضل أن يبدء الإمام بسور قصيرة أو متوسطة وفيها قصص حتى يُشد المتلقي لها وبهذا يشعر المصلي أنه أنجز سورة كاملة كان ينظر لها أنها لا تحفظ أبداً .
لهذه الطريقة مُمبزاتها وفوائدها من أهمها :-
1- تسهيل الحفظ على من يريد وترغيب المتردد في ذلك .
2- سماع القرآن من قارئ يُجيد الأحكام وبالتالي تصبح الأحكام سهلة بالتلقي .
3- يمكن حِفظ جزء كل شهر دون عناء كبير.
4- الألتزام بالصلاة في وقتها في جماعة .
5- عدم الإحساس بملل من جراء الجلوس طويلاً .
6- تلاوة دائمة للقرآن بعد وقبل الصلاة .
- جدول عام لسور القرآن الكريم وعدد صفحات كل سورة وعدد الأيام المقدر لكل سورة والفترة الزمنية التي يحتاجها من يريد الحِفظ وعدد الصلوات المقدر بمشيئة الله .
إسم الســورة عدد الصفحات عددالأيام الفعلي عدد الأيام المقدر عدد الصلوات ملاحظات
البقرة 49 25 50 -60 250-300
آل عمران 27 14 28-30 140-150
النساء 30 15 30-32 150-160
المائدة 22 11 22-24 110-120
الأنعام 23 12 24-26 115-125
الأعراف 26 13 26-28 130-140
الأنفال 10 5 10-12 50-60
التوبة 21 11 21-22 100-110
يونس 14 7 14-15 70-80 10
هود 15 8 15-16 80-90
يوسف 14 7 14-15 70-80
الرعد 6 3 6-7 30-40
إبراهيم 7 4 7-8 35-40
الحِجر 6 3 6-7 30-40
النحل 15 8 15-16 80-90
الإسراء 12 6 12-13 60-70
الكهف 12 6 12-13 60-70
مريم 8 4 8-9 40-45
طه 10 5 10-12 50-60 20
الأنبياء 10 5 10-12 50-60
الحج 10 5 10-12 50-60
المؤمنون 8 4 8-9 40-45
النور 10 5 10-12 50-60
الفرقان 8 4 8-9 40-45
الشعراء 10 5 10-12 50-60
النمِل 9 5 10-12 50-60
القصص 11 6 11-12 55-65
العنكبوت 9 5 10-12 50-60
الروم 7 4 7-8 35-40 30
لقمان 4 2 4-5 20-25
السجدة 3 2 3-4 15-20
الأحزاب 10 5 10-12 50-60
سباء 7 4 7-8 35-40
فاطر 6 3 6-7 30-40
يس 6 3 6-7 30-40
الصافات 7 4 7-8 35-40
ص 6 3 6-7 30-40
الزُمر 9 5 10-12 50-60
غافر 10 5 10-12 50-60 40
فُصلت 6 3 6-7 30-40
الشورى 7 4 7-8 35-40
الزخرُف 7 4 7-8 35-40
الدُخان 3 2 3-4 15-20
الجاثية 4 2 4-5 20-25
الأحقاف 5 3 5-6 25-30
مُحمد 4 2 4-5 20-25
الفتح 5 3 5-6 25-30
الحُجُرات 3 2 3-4 15-20
ق 3 2 3-4 15-20 50
الذاريات 3 2 3-4 15-20
الطُور 3 2 3-4 15-20
النجم 3 2 3-4 15-20
القمر 3 2 3-4 15-20
الرحمن 4 2 4-5 20-25
الواقعة 4 2 4-5 20-25
الحديد 5 3 5-6 25-30
المُجادلة 4 2 4-5 20-25
الحشر 4 2 4-5 20-25
المُمتحَنة 3 2 3-4 15-20 60
الصف 2 1 2-3 10-15
الجُمعة 2 1 2-3 10-15
المُنافقون 2 1 2-3 10-15
التغابن 2 1 2-3 10-15
الطلاق 2 1 2-3 10-15
التحريم 2 1 2-3 10-15
المُلك 3 2 3-4 15-20
القلم 3 2 3-4 15-20
الحآقة 2 1 2-3 10-15
المعارج 2 1 2-3 10-15 70
نوح 2 1 2-3 10-15
الجن 2 1 2-3 10-15
المُزمل 2 1 2-3 10-15
المُدثر 2 1 2-3 10-15
القيامة 2 1 2-3 10-15
الإنسان 2 1 2-3 10-15
المُرسلات 2 1 2-3 10-15
النباء 2 1 2-3 10-15
النازِعات 2 1 2-3 10-15
عبس 1 1 1-2 5-10
التكوير 1 1 1-2 5-10
الإنفطار 1 1 1-2 5-10
المُطففين 2 1 2-3 10-15
الإنشقاق 1 1 1-2 5-10
البُروج 1 1 1-2 5-10
الطارِق نصف - - -
الأعلى نصف - - -
الغاشية 1 1 1-2 5-10
الفجر 1 1 1-2 5-10
البلد نصف - - -
الشمس نصف - - -
الليل نصف - - -
الضُحى ثلث - - -
الشرح ثلث - - -
التين ثلث - - -
العلق نصف - - -
البينة 1 1 1-2 5-10
الزلزلة ثلث - - -
العاديات ثلث - - -
القارعة نصف - - -
التكاثر ثلث - - -
العصر - - - -
الهُمزة - - - -
الفيل - - - -
قُريش - - - -
الماعون - - - -
الكوثر - - - -
الكافرون - - - -
النصر - - - -
المسد - - - -
الإخلاص - - - -
الفلق - - - -
الناس - - - -





مثال على جدولة صورة :

السورة الأيام الصفحات والإعادة الصلوات والمهام
الفجر الظهر العصر المغرب العشاء
الإمام المتلقي المتلقي الإمام الإمام
2 1 1 1 1



يوسف 1 1-2
2 2-3
3 3-4
4 4-5
5 5-6
6 6-7
7 7-8
8 8-9
9 9-10
10 10-11
11 11-12
12 12-13
13 13-14


الله أسأل أن تنتفع الأمة بهذا البرنامج ولا تنسوني من صالح دعائكم .
العبد الفقير الى رحمة الله تعالى
أشرف توفيق

فنانون عرب من اصل فلسطيني




فنانون عرب من اصل فلسطيني

أولا- الفنانين المصريين :-
-الممثل الراحل حسن عابدين من اصل فلسطيني مقدسي
- عمر الشريف من اصل فلسطيني مسيحي واسمة الاصلي ميشيل شلهوب
- سليم سحاب قائد الاروكسترا في الاوبرا المصرية مصري لبناني من اصل فلسطيني يافاوي
-الراقصة نجوي فؤاد من اصل فلسطيني يافاوي
-الاخوين بدر وابراهيم لاما اول من اسس شركة للانتاج السينمائي في الشرق سنة 1926 من اصل فلسطيني وهم تلحميا الاصل وكان والدهم مهاجرا الي تشيلي وقدما منها الي مصر
- المخرج طارق العريان نعم من اصل فلسطيني ويحمل الجنسية الامريكية ووالدة المنتج الراحل رياض العريان
-المخرج الشاب عثمان ابو لبن من اصل فلسطيني
-عبدالسلام النابلسي لبناني من اصول فلسطينية (جدة كان مفتي نابلس)
-المنتج والممثل الراحل بدر الدين جمجوم من اصل فلسطيني خليلي
-المنتج حسين القلا من اصل فلسطيني
- المنتجة مي مسحال من اصل فلسطيني
- شيرين سيف النصر من اصل تركي وام فلسطينية الاصل من آل هاشم النابلسيون
- هالة صدقي من اب فلسطيني الاصل مسيحي وام مصرية قبطية
- عمرو دياب من ام مصرية واب من اصل فلسطيني يافاوى وهاجر والده سنة 1948 الي مدينة بورسعيد المصرية وحصل علي الجنسية المصرية وعمل في قناة السويس
- زهرة العلا من اصل سوري هاجرت الي مصر في بداية حياتها
-الممثل غسان مطر من اصل فلسطيني
-نادية لطفي من اب فلسطيني الاصل وام يونانية هاجر والدها منذ زمن الي مصر وهي مسيحية واسمها الحقيقي بولا
- صفية العمري من اصول فلسطينية من اب فلسطيني الاصل وام مصرية
-الممثلة الشابة فرح من اصل فلسطيني
-المغني لؤي من اصل فلسطيني
-المغنية رنين من اصل فلسطيني
-المغني خالد سليم من اصل فلسطيني
-المغنية سماح بسام من اردنية من اصل فلسطيني
ثانيا -الفنانين السوريين :-
-ديما بياعة فلسطينية سورية
- نادين سلامة فلسطينية سورية
-نسرين طافش فلسطينية سورية
-زيناتي قدسية فلسطيني سوري
-شكران مرتجي فلسطينية سورية
- لينا حوارنة فلسطينية سورية
-فرح بسيسو اردنية من اصل فلسطيني
- روعة السعدي واخواتها ووالداهم الكاتب هاني السعدي من اصل فلسطيني سوري
-اناهيد فياض فلسطينية سورية
-المخرج باسل الخطيب فلسطيني سوري
-عبد المنعم عمايري فسطيني سوري
-الكاتبتان ريم وامل حنا وشقيقهم الممثل رامي حنا من اصل فلسطيني
-مهندس الديكور ناصر الجليلي فلسطيني سوري
- حسن عويتي فلسطيني سوري
-صبا مبارك اردنية من اصل فلسطيني
-الاخوين وائل ونضال نجم اردنيان من اصل فلسطيني
-عبد الرحمن ابو القاسم فلسطيني سوري
- الملحن طارق الناصر اردني من اصل فلسطيني
-لورا ابو اسعد فلسطينية سورية
ثالثا- الفنانين الاردنيين
-سوبر ستار العرب ديانا كرزون من اصل فلسطيني
-رانيا الكردي من اصل فلسطيني
-ميس حمدان من اصل فلسطيني
-نادرة عمران من اصل فلسطيني
-عبير عيسي من اصل فلسطيني
-لارا الصفدي من اصل فلسطيني
-جوليت عواد من اصل فلسطيني
-المغني طوني قطان من اصل فلسطيني
رابعا- الفنانين اللبنانيين :-
- ماجدة الرمي من ام لبنانية واب فلسطيني الاصل من حيفا
- فيروز اسمها الاصلي نهاد حداد وهي فلسطينية الاصل من الناصرة بفلسطين
-المغني الشاب ايوان من اصل فلسطيني
-المغنية ملك الناصر من اصل فلسطيني

رابعا-الفنانين الخليجيين:-

-اسمهان توفيق من اصل فلسطيني
- السعودي حسن ابو حسنة من اصل فلسطيني
- باسمة حمادة : أردنية من اصل فلسطيني بجواز برازيلي
-عبد الناصر درويش من اصل فلسطيني
-المغني الاماراتي سعود ابو سلطان من اصل فلسطيني

آمال سعد الدين من اصل فلسطيني
أمانة والي من اصل فلسطيني
من اصل لبناني مسيحي أنطوانيت نجيب
إيمان كامل من اصل فلسطيني
إيمان الغوري من اصل تركي هذي اللي جات مع دريد لحام في ابو الهنا مرته
تولاي هارون من اصل فلسطيني
أمل عرفة من اصل فلسطيني
ثراء دبسي من اصل فلسطيني
جيانا عيد من اصل كردي
جيني إسبر من اصل كردي
جيهان عبد العظيم من اصل تركي
للفنانة سوزان نجم الدين من اصل كردي
ديمة بياعة من اصل عراقي
ديمة الجندي من اصل فلسطيني
رباب كنعان اردنية
رنده مرعشلي من اصل تركي
سمر سامي تنحدر من اصول مغربية
رنا الأبيض من اصل فلسطيني
ريم عبد العزيز من اصل فلسطين
سلاف فواخرجي هذه الجميلة الرائعة من اصل تركي
سوسن ميخائيل من اصل فلسطيني
صباح الجزائري اصلا باينة من اصل جزائري ويقال انها من نسل عبدالقادر الجزائري الزعيم الجزائري الكبير الذي رحل الى دمشق هي وايضا سامية الجزائري
عبير شمس الدين من اصل كردي
فرح بسيسو فلسطينة
كاريس من اصل كردي
قمر خلف اردنية
صفاء رقماني المفاجاء ان صفاء رقماني من اصل ليبي
فاديا خطاب من اصل مصري
كندة علوش من اصل فلسطيني
لورا أبو أسعد من اصل فلسطيني
لينا حوارنة من اصل فلسطيني
لينا مراد من لبناني
مها المصري واختها سلمي فلسطينيات الاصل ويرجع اصولهم الي مصر
منى واصف من اصل عراقي كردي
نسرين يوسف طافش فلسطينية
أديب قدورة فلسطيني
باسم ياخور من اصل فلسطيني مسيحي
حاتم علي فلسطيني
خالد تاجا من اصل كردي
سليم كلاس من اصل لبناني
جمال سليمان من اصل فلسطيني
رامي حنا من اصل فلسطيني مسيحي
زهير رمضان من اصل كردي
زيناتي قدسية من اصل فلسطيني
طارق مرعشلي لبناني
غسان مســـعود من اصل فلسطيني
قصي خولي من اصل فلسطيني
مازن الناطور من اصل اردني فلسطيني
وائل رمضان من اصل كردي
ياسر العظمة من اصل تركماني
باسل الخياط من اصل فلسطيني وامه تونسية

شكران مرتجى الممثلة بالتلفزين السوري "فلسطينية"

ديانا كرزون "فلسطينية من بير زيت"

سعود أبو سلطان "فلسطيني من غزة والدة سفير فلسطين بالامارات"

خالد سليم أيضا من أصل فلسطيني

وغيرهم كُثر ...................

مزرعة أم وطن !!!!!



مزرعة أم وطن !!!!!

مزارع يرعاها ويحكمها ذئاب !!!

مقدمة :-

المزرعة هي المكان الذي يعيش فية قطيع من الغنم أو البقر أو سرب من الدواجن أو كل ما سُخر للأنسان وهو عبارة عن مكان كائن على أرض وله حدود وأسوار لحمايته وفيه كل الإحتياجات لهذا القطيع وعليه حراس يحرُسونه من الذِئاب واللصوص والعابثين بأمنه وسلامته ولهذا القطيع راعٍ يرعى شؤونه ويقوم على خدمته وتطويره وله الحق أن يعطي ويمنع ويبيع ويشتري ويذبح ويمنح ويهدي وفقاً لما حلل الله له ووفقاً للمصلحة والاحتياجات وكل ذلك في ملكه الذي رزقه إياه الله .

وهذا هو حال وطننا العربي فقد أصبح كالمزارع من حيث الشكل تجد أن فيه مجموعة أشخاص تنطبق عليهم صفة البشر من حيث الشكل فقط ، وتجد أن له حدود وأسوار لكن هذه الحدود تعمل فقط على تقسيمه جغرافياً وتاريخياً وعِرقياً ، لكن ليس له حِمى ، له راعٍ ليس ليرعاه بل لينهشه فالراعي هو نفسه الذئب ، وحُراس أمنٍ ليس ليحمونه من العدو الخارجي الطامعُ فيه بل ليحمونه من نفسه لأنه غير واعيٍ وأهوج وغوغائي وهو بالتالي يحتاج دائماً الى من ( يتسلط علية ) بحجة أنه يرعاه ويصوبه فتجد أن (الراعي) يضربه ويهينه ويقتله إذا لزم الأمر ولا يبالي .

أما إذا حدث وقام الراعي بفعل أمر يخدم الرعية ويرعى شؤون ( وهذا ليس تيمناً بالقول المأثور حاكم القوم خادمهم أو كبير القوم راعيهم ) حيث يكون هذا الفعل من بديهيات عمل الراعي وواجباته والتي يتقاضى أجراً على ادائها وبالتالي هي واجباً عليه ، فعليك أنت أن تمجد الراعي وتحمده وتسبح بحمده قبل طلوع الفجر وقبل المغيب.

وبناء مسجد أو مدرسة أوجامعة أو مستشفى أو تعبيّد طريق ( وهذا ليس أيضاً تيمناً بقول الفاروق عمر رضي الله عنه لو أن دابة عثرت في أرض العراق سوف تُسأل عنها ياعمر ) أو شيد جسراً أو حتى أذا ( تبرع وهذا المفهوم الخاطىء هو السائد حيث يعتبر نفسه أنه تبرع من مال أبيه وأجداده وهذه صدقة يمنحها ويمنعها كيف يشاء ) بجهاز تنفس لغرفة عمليات أو عناية خاصة لرعاية المرضى فيحب عليك أنت أن تمجد الراعي وتحمده وتسبح بحمده قبل طلوع الفجر وقبل المغيب وإذا لم تفعل فأنت كافرٌ بالنعمة ولا تحمده على ما منّ به عليك ولا تحمد الله على ما فضّل به عليكم إذ بعث فيكم هذا الحاكم أو ذلك الملك أو الرئيس أو حتى رئيس البلدية .

وأكثر من ذلك لم يكتفوا بالسطو على مقدرات الأُمة وأخذ خيراتها حيث أصبحت ملكاً خاصاً يتوارثه الأبناء عن الاباء والأجداد .

لا بل بعد أن كان هناك باقٍ من خجل أذ كان هناك بعض المرافق العامة التي كانت تقدم الجزء اليسير من الخدمات الغير كافية والغير نوعية مثل المدارس والمستشفيات والجامعات سطوا عليها وأصبحت بمقابل مادي وبعضها تميز بأسعار أغلى من مثيلاتها من المرافق الخاصة لا بل أزيد بعد أن فُرضت رسوم باهضة على هذه المرافق أخذوا ببناء مستشفيات ومدارس وجامعات خاصة وأصبح يأتي المردود من المرافق العامة والخاصة ليس الى خزائن الدولة بل الى الخزائن الخاصة ، ويمكن أن يصل الأمر الى المساجد من يعلم ......؟

لقد تعودوا أن يُحمدوا ويشكروا على كل شيىء حتى الخطأ والخطأ الفادح أيضاً ومن لم يفعل يصبح شارداً غربياً عن القطيع وتجد ألف من يقول لك الكثير من الحِكم المذللة والمخنّعة والمحبطة والقاتلة في الصميم مثل ( هل أنت سوف تصلح الكون ، أو ضع رأسك بين الروؤس وقل يا قاطع الروؤس ، أو أمشي الحيط الحيط وقل يا رب السترة الى اخره ..............من هذه المثبطات للهمم والعزائم ) .

وكأن هذه هي فِطرة الأمر والبشر .

أُنظر الى هذه الأقوال وغيرها التي يسمونها مأثورة زوراً وبهتاناً وتأملها فتجد أنها لا تخدم الا الراعي الظالم المستبد في حكمه ولا يُراعي إلاً ولا ذمةً في رعيته .

وفي النهاية أستحلفكم بالله الذي لا إله إلا هو من أفضل مزارع الغنم والبقر والدواجن أم وطننا العربي ؟ أجيبوا على هذا السؤال على الأقل في سِركم لأنني على يقين أنكم لن تبوحوا به الى أحد عملاً بالأقوال المأثورة نفسها ولكن إعلموا أن أن قول الحبيب محمد صلى الله علية واله وصحبه وسلم من راى منكم منكراً فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان صدق رسول الله . قاله لمثل هذا وعليكم ولو حتى مرة واحدة أن تأخذوا به وخصوصاً التغيير باليد وليس دائماً بالقلب .

المهندس / أشرف توفيق التاريخ 15-2-2009