هذا ليس تحامُلاً لكنه يسمى وضع الامور في نصابها أو تسمية الاشياء بأسمائها

هذا ليس تحامُلاً لكنه يسمى وضع الامور في نصابها أو تسمية الاشياء بأسمائها

ورحِم الله إمرءٍ أهدى الي عيوبي

أولاً :- فهذا ليس تحامُلاً يا سيدي وليس خلطً ولا عبثٍ ولكنه مقتطفات وردٍ على كثير من المزاعم التي يزعمها البعض وإذا أردنا التبّحُر في كل جزئية من هذا المقال لا يكفينا مقال واحد ولهذا ذكرت القليل والقليل جداً .

ثانياً :- أنت تتهمني أنني أفقد المنهجية ، أقول لك " رحِم الله إمرءٍ أهدى الي عيوبي " وأسأل الله أن يعلمني ويعلمك من لدُنه علما " قل امين ".

أما بعد لو أنك تبصرت ما بين السطور لوجدت أنني أريد فقط أن أصل الى ما وصلت اليه وهو وضع الامور في نِصابها وهي أن مصر مكملة للأُمة فهي لا شيء إذا عزلت نفسها كما تفعل الان أو إذا أصابها الغرور وقالت أن الأُمة لا تساوي شيئاً بدون مصر فأقول " كُلُ حِزب بما لديهم فرِحون ".

أما عن الرجالات الذي ذكرت أسألهم بربك أهُم فراعنة أم عرب .

ثم عدت لتقول أنني هاجمت الشعب الأعظم في التاريخ اولاً أنا لم اهاجم شعب مصر الطيب البسيط الذي والله احب واقدر إنما أنا اهاجم المغرورين منهم الذين لا يخجلون من أنفسهم ولا من الامة ولا حتى من الله إذ يذكِروننا بأنهم فراعنة عند كل صغيرةً وكبيرة وأنهم أصل التاريخ وأنهم وأنهم ......... وسريعا ما يعودون الى عروبتهم المزيفة عند أي محنة .

أهاجم في مقالتي هذه " عقدة مصر " المثقفين الجهلة الذين يأخذون مصر من أهلها ومن طبيعتها أهاجم في مقالتي السياسيين الذي صادروا قرار مصر الأسلامية العربية هؤلاء الفراعنة هم هدفي وهم فقط .

وأعود الى العظمة التي ذكرتها أنت ، ما هي العظمة برأيك ؟ إذا كانت العظمة هي الاثار والاهرامات وأبو الهول والفراعنة أقول لك راجع التاريخ واقراء حضارة بلاد ما بين النهرين فعندما كتب حامورابي شريعته لم يكن الفرعون الاكبرقد وُلد بعد وأما إذا كانت العظمة هي الاثار انظر الى البتراء في الاردن وحدائق بابل المعلقة في العراق وإذا اردنا أن نوسع الدائرة أنظر الى الاهرامات في المكسيك وانظر الى تاريخ الصين وصورها وما وُجِد تحت أرضها .

وأما إذا كانت العظمة هي القِدم فأعلم أن أريحا أقدم مدينة في التاريخ .

وأما ما نسبت أنت الى الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وصحبه وسلم فأنا أرجو أن تورد لي حديثاً بسندٍ صحيح في كُتب أهل السنة الستة أو كُتب الشيعة أو كُتب الصوفية أوكُتب الاباضية أو كُتب الزايدية أو كُتب أي فرقة من فرق المسلمين بأنه قال هذا .

وأما الحديث المزور على رسول الله " إتخذوا من أهل مصر جنوداً فهم خيرُ أجناد الأرض " فهذا حديث لم يقله رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم لقد قال الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم " إصتوصوا بأهل مصر خيرا " وهذا كان بعد أن تزوج من أُمنا ماريا رضي الله عنها وأرضاها وكان هذا عندما كان اهل مصر أقباط أما وقد صاروا مسلمين فقد أصبحنا سواء لا يميزنا عن بعضنا إلا عملنا وتقوانا وأسأل أهل الحديث عن هذا .

أما السبعة الاف سنة فهي بداية الحضارة في بلاد ما بين النهرين أما الحضارة الفرعونية فأنا أُعيدك الى الدكتور " زاهي حواس " مسؤول الاثار في مصر وأسأله عن أقدم وثيقة فرعونية فهي لم تتعدا أربعة الاف سنة على أبعد تقدير .

أما أن القائد هو مصر هنا يجب أن نقف كثيراً وهذا هو لُب الموضوع .

متى كانت مصر قائدة ؟ وعندما شبه لهم بأنها قائدة أنظر من قادها في المقال نفسه " عقدة مصر" وراجع من هم القادة الذين جعلوا من مصر قائدة كلهم ليسوا مصريين بل كانوا مسلمين من الارض التي تتكلم العربية .

أما القوى الناعمة التي ذكرتها أنت .

أولاً :- الامم تُقاد بإستراجيات ومناهج وخُطط لا بقوى ناعمة .

ثانياً :- أسألك بالله هل هؤلاء الرجالات العظام الذين تعدهم على اصابع يدك معجرة بالنسبة الى شعب تعداد سكانه 80 مليون أو أكثر فلو بحثت في أي " قُطر " عربي في سوريا أو العراق أو لبنان أو لبيا وغيرهم لوجدت أكثر منهم بكثير علماً أن هذه البلدان مجتمعه لا يصل تعداد سكانها الى 80 مليون .

أما عن عبد الناصر أنا على يقين أنه لم يكن لِصا ولم أقل هذا بل نقلت ما قاله شركاء عبد الناصر في ثورة الضباط الأحرار ، اللواء جمال حماد كاتب البيان الاول للثورة و عبد اللطيف البغدادي أن "عصابة كانت تحكم مصر" . أما أن عبد الناصر قائد عربي وأسلامي دعنا نختلف في هذا أما إسلامي فعبد الناصر نفسه تنصل من هذا بعد أن ركب في " سفينة " الأخوان المسلمين ثم أنقلب عليهم بعد أن وصل الى السلطة أو إنقلبوا عليه فالأمر سواء . أنا ألتمس لك العُذر إذ يبدو أنك لم تعمل تحديث لمعلوماتك فيما كُتب عن ثورة " 23 يوليو 1952 " وما كتبه وما قاله من كان من رجالها .

أما ان عبد الناصر أعدل حاكم عربي فهذا من وجهة نظرك أنت ، وأنا لا ألومك لأننا نحن العرب لا نعرف ما معنا العدالة ولم نذق طعمها من بعد الخلفاء الراشدين ومعهم عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنهم جميعاً .

غير هذا ستجد الاف من المصريين يقولون غيرهذا وأن أنور السادات أعدل وغيرهم يقول أن حسني مبارك هو الاعدل وفي كل قُطر عربي ستجد من يقولون لك أن حاكمهم أعدل حاكم وفي الوقت نفسه ستجد من يقول العكس وهذه كلها وجهات نظر وتبقى كذلك

أم أنا فأقول أن كل هؤلاء " القادة " ظهروا في حقبة عز فيها القائد ظهروا في حقبة تتغنى فيها الشعوب بمطربيها وممثليها ولاعبين الكرة لا بقرائها ودينها لا بعلمائها ومبدعيها لا بصناعاتها وأختراعاتها لا بنصرها وعزها .

الامة يا سيدي تتطلع الى " القائد الذي يقودها لا الى الذي يحكمها" والفرق بينهما كبير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



المهندس أشرف توفيق / 17-12-2009